الموقف الرسمي
يوليو 14, 2017

}وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}..

انتهاك جديد للمقدسات واعتداءات ترتكبها عصابات الاحتلال الصهيوني داخل الحرم المقدسي لتمنع المسلمين من أداء شعائر صلاة الجمعة، وتقتل ثلاثة من أبناء الشعب الفلسطيني خلال مواجهات بين جموع المصلين وعصابات الاحتلال، وذلك بعد أيام قليلة من بدء أولى خطوات التطبيع مع السلطة الحاكمة لقلب العالم الإسلامي، ومن يلقب بخادم الحرمين الشريفين.
إن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها عصابات الاحتلال في ظل تواؤم مع الأنظمة العربية والإسلامية، تعكس خيانة وعمالة منعت تلك الأنظمة حتى من الإدانة اللفظية، وكأن حرمًا لم ينتهك، ودمًاء لم تسل، وشعائر لم تمنع، وكأن أنظمة الحكم العربية والإسلامية قد انسلخت من هويتها، كل ذلك في ظل تنافس تلك الأنظمة لإلصاق تهمة الإرهاب على حركة “حماس” التي تجاهد عدوًا محتلًا ومغتصبًا ومنتهكًا للمقدسات والحرمات والأرض والعرض.
إن الإرهاب الحقيقي هو ما يتم في حق الفلسطينيين والمسلمين من عصابات الكيان الصهيوني وأعوانها من أنظمة عربية خائنة، توالي الصهاينة وتتبرأ من شرفاء ومجاهدي أمة الإسلام.
لقد بلغت الأمة الإسلامية مرحلة شديدة الحرج وسط مؤامرات من أعدائها، وخيانة من حكامها، وانتهاكات في شتى أرجائها وتدنيس لمقدساتها، وهو ما جعل التكاتف بين كل المخلصين من أبناء هذه الأمة ضرورة واجبة من أجل انتفاضة إسلامية جامعة لحماية المقدسات ووقف الانتهاكات.
إن جماعة الإخوان المسلمين تدعو أبناء الأمة الإسلامية وعلمائها ورموزها وتكتلاتها لانتفاضة من أجل وقف الانتهاكات في حق المقدسات، ووقف إسالة دماء الأبرياء في فلسطين، وتقديم الدعم المطلوب لمناصرة القضية الفلسطينية.
إن انتفاضتنا المرجوة تهدف للضغط على كافة الحكومات الغربية والأنظمة العربية والمنظمات الدولية للتدخل لوقف انتهاكات عصابات الكيان الصهيوني، ورفع الضغط والحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني.
وتشدد جماعة الإخوان المسلمين، على أن الذود عن المقدسات والدماء والأعراض هو واجب شرعي، وفريضة على كل مسلم، لا يتهاون عنها إلا خائن أو خانع، فإن لم تتوحد الأمة الإسلامية الآن لحماية مقدساتها، وعصمة دماء أبناءها، ستكون بداية لمرحلة شديدة الانحدار في تاريخ أمتنا الإسلامية، لا سيما في ظل التغيرات الحادة في خريطة القوى والتكتلات الدولية، وإرهاصات عصر جديد من العنصرية والفاشية، واستهداف كل ما هو إسلامي.
إن أيدينا ممدودة لكافة المخلصين من أبناء أمتنا، وكل غيور على دينه ومقدساته ومستقبل أمته، نمد جسور التعاون مع كافة الكيانات الإسلامية والوطنية الشريفة، من أجل الدفاع عن مقدساتنا ودماء أبناء أمتنا.

الله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون- المكتب العام
القاهرة- الجمعة 20 شوال 1438 – 14 يوليو 2017