الموقف الرسمي
أكتوبر 3, 2017

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)

عام قد مر على ارتقاء القائد الشهيد محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، بعد ان اغتالته ميلشيات الانقلاب في استهداف مباشر للثورة المصرية، ومحاولة لوأد الفكر الثوري داخل الحركة الإسلامية، ولكن قد خاب أملهم.

إن هذه الدماء الثائرة وبعد عام من اراقتها اثمرت مشروعا متكاملا واضح الرؤية، مرسوم الخطة، محدد المعالم، يعمل على تطبيقه آلاف القادة الذين خلفوا القائد الشهيد، سائرين على درب الشهداء البنا وقطب وعاكف وكمال.

إن ما قدمه القائد الشهيد في وقت قيادته لجماعة الإخوان المسلمين لم يكن فقط خطة مرحلية لمقاومة الانقلاب العسكري، بل أعاد ترسيخ الفكرة والمشروع في النفوس والعقول، وألهب المشاعر والقلوب، وحرك الطاقات والخبرات، نحو إعادة رسم خريطة الصراع، وإعادة صياغة الرؤية العامة للمشروع الإسلامي وابتكار خطط غير تقليدية مرسومة بضوابط علمية وشرعية، لكسر الانقلاب واستعادة حرية هذا الوطن والتمكين لهذا الدين.

لقد ضرب القائد الشهيد المثل في صلابته ضد الانقلاب والطواغيت، فلم يهادن ولم يساوم، ثم ضرب مثلا جديدا في الجندية والتجرد لله ولدعوته، فكان لينًا بين إخوانه مطواعًا له، فتقدم باستقالته من كافة المناصب الإدارية حفاظًا على وحدة الصف وتوحد أبناء المشروع الإسلامي، لنتعلم من مبادرته التجرد للفكرة، ونمد ايدينا لكل الاخوان لنتوحد على مبادئ البنا، و ثبات الهضيبي، وفكر قطب ،جهاد عاكف، وتجرد كمال.

إن جماعة الإخوان المسلمين، بعد استشهاد القائد المجاهد، والمئات من الثوار بعمليات اغتيال خسيسة، نقول لمن قتلهم ولسلطتهم الانقلابية، إن الثأر للدماء والأعراض هو دين وعهد لن نخلفه، فسيأتي وقت القصاص الذي لن تمنعكم عنا فيه قلاعكم وحصونكم، فستجدون منا ما تحذرون، وسنخرج لكم من كل حارة وشارع وميدان، وسنهدم قلاعكم من فوقها ومن أسفل منها، وستجدون الثوار من حيث لا تحتسبون.

الله اكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون – المكتب العام

القاهرة – الثلاثاء في الثانى عشر من محرم 1439 هـ – 3 أكتوبر2017م