الموقف الرسمي
سبتمبر 21, 2017

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله النبي المصطفى، وعلى آله، وصحبه الكرام، وتابعيهم، ومن سار على نهجهم.
إلى أمتنا، كل عام و أنتم في حال خير من حالكم الآن، ولكم من الله عون علي البر، وحسن العمل، ووضوح الطريق، وتحمل لمشاقه، وابتلاءاته، ونيل عاقبة المتقين، وجني ثمار الصابرين، لكم من الله توفيقا وسدادا في دروب المجاهدين العاملين.
عام هجري جديد يحمل لأمة الإسلام ذكري الأمل الذي صنعته هجرة سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم..
أمل الخروج من رحم الألم، والترقب، والتهديد، والوعيد، والمكر عاشها النبي صلي الله عليه وسلم طوال سنوات مكة بعد بعثته..
أمل كانت ذروته يوم الفتح، اليوم الذي محا كل ذكرى ليوم الاستضعاف والهجرة فمن خرج من المسلمين مفارقا لمكة منكسرا عاد إليها فاتحا منتصرا..
هكذا الدعوات والرسالات تمتحن وتبتلى حتى تستحق النصر بعد جهاد وعمل وتعطي الفتح بعد الأخذ بكل أسبابه..
قال تعالي (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) “30 – الأنفال”
خرج النبي الأمين الصابر المجاهد من مكة ليس هاربا “حاشا” ولكنه خرج لإعلاء الكلمة ولبناء الدولة، لم يركن لغاصب، ولم يخضع لمتجبر، بنى صفا متين الإيمان، متماسك العقيدة، جيل قرآني بامتياز، فثبتوا حين فر الناس، وباعوا أنفسهم وأموالهم لله، حين اشترى آخرون الدنيا (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (29 – الفتح)
حلقات تاريخية متكررة مرتبطة ارتباط لزوم بعضها ببعض فلا ينبغي لنا أن نحيا حياة المستضعفين وسلاحنا فقط الصبر على الأذى وانتظار الفرج ولكن لنأخذ الإسلام كافة ونري السيرة المباركة من كل جوانبها فلا نصر إلا بعد الأخذ بكافة الأسباب واستفراغ كل الجهود ولا فتح إلا بعد هجرة لكل مواطن الضعف والخذلان
“لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا – هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (27، 28 الفتح”

وفقنا الله جميعا لمعرفة مراده والسير علي هديه والوصول لجنته غير مبدلين ولا مغيرين
الإخوان المسلمون – المكتب العام
القاهرة – الخميس 1 محرم  ١٤٣9 – ٢١ سبتمبر ٢٠١٧م