الموقف الرسمي
مارس 19, 2017

“إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. وبعد،،

إنما تتقدم الشعوب والجماعات والدول والأمم بمقدار ما تؤمن به من المبادئ وبقدر ما تحصِله من المعارف، وليس أدل على ذلك من كثير توجيه الله لنا في القرآن بقوله “قل سيروا في الأرض فانظروا..”، “.. ” فاعتبروا يا أولي الأبصار “، “.. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار”.

والعبرة تتوفر عندما نلتفت لأمرين .. نظرة في ماضٍ وانطلاقة لمستقبل، ولا مستقبل لمن لم يستفد من ماضيه وحاضره.

ولأهمية ذلك، خاطب الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- والمسلمين من بعده بخطاب يحرض على التقييم والعبرة بالماضي، ففي واحد وثلاثين موضعا جاء قوله (ألم تر …)، وفي اثنا عشر موضعا (أولم يروا) (وإن في ذلك لعبرة) في خمسة مواضع، وفي موضع واحد جاءت كلمة (فاعتبروا) وكلها أوامر ربانية تحرض على وجوب المراجعة والتقويم وديمومة الاعتبار حتي تنال الأمة، الخيرية التي ارتضاها لها رب العالمين.

إن جماعة الإخوان المسلمين- كتوطئة لإعلان رؤيتها – بدأت في جهود التقييم والمراجعة وأنجزت منتجاً أولياً تحت عنوان “تقييمات ما قبل الرؤية.. إطلالة علي الماضي”، وضعت فيه خلاصات لدراسات وأبحاث وورش عمل قام بها عدد من المتخصصين في علوم الإجتماع والسياسة والقانون والشريعة، كما شارك فيه بعض قيادات وكوادر الإخوان بالداخل والخارج.

لقد اعتمدت اللجنة المشرفة على التقييمات بالجماعة منهجية علمية سارت عليها كانت كالتالي :

– الانطلاق من السياق المبدئي الموضوعي وليس الموقفي الشخصي.

-التناول من بوابة الشأن العام المرتبط بالموضوع وليس الشأن الشخصي المرتبط بالأشخاص.

-التقييم يدور عن مواقف التفاعل الإخواني مع القضايا المختلفة، ولن نحكم من قريب أو بعيد عن أمور تخرج عن هذه الدائرة ولا سيما المؤسسات الخارجة عن هذا الإطار كقرارات الرئاسة والوزارة والبرلمان وما شابه.

-المنتج سيكون علميا متقيدا بقيود الصنعة في التقييم حتي يسهل التناول ونستفيد من الحالة النقدية التي ستتبع ذلك الطرح.

وبطبيعة الحال لايجب أن ينظر إلى هذا الجهد بكونه تصفية حسابات ولا نقدا شخصيا لأحد أيًا من كان، فمن اجتهد في السابق فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر .. بلا إفراط في نسف كافة المواقف ولا تفريط في جانب الاعتبار والنظر والتقييم.

ويسر المكتب العام للإخوان المسلمين إصدار هذا المنتج وعرضه في ثلاث مسارات متوازية كالتالي :

أولًا: التواصل مع ما يزيد على الـ100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي والشخصيات العامة والعلماء والمهتمين بالشأن الإخواني خاصة والإسلامي عامة والقضية الوطنية المصرية وتسليمهم نسخ من هذه التقييمات للمشاركة الفعالة بالرأي والمشورة والنقد البناء.

ثانيًا: بالتوازي مع ذلك يتم عرض تلك التقييمات لعموم الصف الإخواني للإسهام فيها بالرأي والمشورة وفقا للتجربة التي خاضها أبناء حركتنا المباركة.

ثالثًا: كما ستُعرض للشأن العام في المسارات الإعلامية المختلفة يوم الثلاثاء المقبل بعد الانتهاء من تسليم النسخ لأعضاء الجماعة وللنخب والمفكرين، ومن ثم ستُجمع كل الآراء لتنقيح هذا المنتج وإفراغه في وثيقة علمية متكاملة.

إن جماعة الإخوان المسلمين، وهي تقوم بهذا الجهد في تقييم المرحلة الماضية، تحث الجميع على المشاركة الموضوعية والطرح المنصف للآراء لما اشتملت عليه تلك التقييمات من موضوعات نحسب أنها أمور مفصلية في عمر جماعتنا ووطننا وأمتنا، فسنستفيد حتما من كل جهد في النقد والتصويب وهو ما ننتظره من جميع المخلصين على أرضية النصح الأمين والنقد البناء واستصحاب المصالح.

نرجو من الله أن يكون ذلك جهدا مخلصا له ما بعده والله من وراء القصد

الإخوان المسلمون – المكتب العام

القاهرة في الأحد 20 جمادى الثاني 1438هـ – 19 مارس 2017م