الموقف الرسمي
نوفمبر 10, 2022
الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، قطار الحرية انطلق؛ ليبدأ معه الحلم، حلم الحياة الكريمة التي يتساوى فيها الجميع بفرص عادلة ومتكافئة ينال فيها الناس حقوقهم في العيش بشكل أفضل؛ ولينعموا بواقع مختلف، يتمتعون فيه بالحرية والاستقلال دون الخوف من زوار ليل أو إملاءات خارجية، واقع تلبى فيه مطالبهم المعيشية البسيطة التي يستحقونها، فهذا الوطن بخيراته ومقدراته وثرواته هو ملك لهذا الشعب المطحون والمظلوم تحت حكم عصابة مستبدة سرقت قوت الناس وأموالهم.
ليأتي الثالث من يوليو ٢٠١٣، وتأتي معه الدولة العميقة والثورة المضادة مُكشرة عن أنيابها؛ لتسرق ذلك الحلم وتنقلب على إرادة هذا الشعب، فعاثوا في البلاد فسادًا، فسرقوا أموال الشعب وحاربوه في أرزاقه وفرضوا عليه الإتاوات والضرائب وأفقروه بشكل غير مسبوق حتى دخلت البلاد في أزمات يعقبها أزمات ” أزمة ضياع مياه النيل – أزمة ارتفاع الأسعار ـ أزمة التفريط في الأرض – ديون ترتفع بشكل غير مسبوق ـ……..“.
وطال الظلم الجميع ولم يفلت منه أحد؛ لتتكدس سجون مصر بعشرات الالآف من المعتقلين من مختلف التوجهات السياسية وغير السياسية، إضافة إلى لعنة الدماء التي سفكت ولم تنتهي حتى اللحظة من أحكام إعدام ظالمة تنتظر التنفيذ في أي وقت.
ليتبع ذلك كله موجات شعبية كانت أبرز محطاتها في ٢٠١٩، أعقبها انتفاضة أخرى من أجل المأوى والمسكن في ٢٠٢٠، ثم اليوم في نوفمبر ٢٠٢٢ وقد وصل حال مصر لما لا يخفى على أحد، فكانت تلك الدعوات للنزول في ١١/ ١١ دعوات وأهداف مختلفة لكنها اتفقت على عدو واحد لهذا الشعب أضاع البلاد وأفقر العباد وأغرق مصر في دوامة الديون.
دعوات من أجل الأوضاع الاقتصادية السيئة والمواطن الذي لا يجد قوت يومه، ودعوات من أجل خروج الأبرياء المعتقلين ظلما في سجون العسكر، وأخرى من أجل حرية هذا الوطن واستعادة كرامته، دعوات تميزت بأنها شعبية خالصة، فهى لم تخرج عن فصيل أو تنظيم أو جماعة أو ساسة بل كانت من الشعب المكتوي بنار الظلم ومن هؤلاء المقهورين بعصا غلاء المعيشة وصعوبة الحياة، ليؤكد الشعب أنه قادر على القيادة بعيدًا عن كل هذه النخب وأن الشارع باستطاعته أن يفرز قيادته التي تشعر بآلامه وتتشارك معه آماله وطموحاته.
من أجل ذلك فإن المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين لا يملك إلا أن يثمن هذه الدعوات وأن يشد على أيديها فالمطالبة بالحق واجب وفريضة والتظاهر ورفض الظلم حق أصيل للشعوب.
فيا شعب مصر أنتم الأمل بعد الله في غد أفضل، أنتم أصحاب النفس الطويل ولتعلموا أن الصراع جولات، ولا يستطيع الاستبداد قمع الشعوب على طول الخط، وأن حراككم ونضالكم الممتد إلى تسع سنوات هو حروف وكلمات في شهادة وفاة الاستبداد المصري، وأن هذه الجولة ربما ليست الأخيرة لكنها من المؤكد جولة في صراع بدأ منذ عقود، وعلامة فارقة في نهاية الظلم.
( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا )
الإخوان المسلمون- تيار التغيير
١٦ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ