الموقف الرسمي
يناير 25, 2017

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد ،،
تحية إلى الثوار المرابطين في الميادين منذ ٦ سنوات، الذين لم يبرحوا ثغورهم حتى اليوم، ليحيوا الذكرى السادسة لثورة يناير في شتى بقاع الوطن وفي خارجه، لم يقهرهم السفاح وجنوده، ولم تفت الثورة المضادة في عضدهم، ليتردد هتافهم اليوم في الأفق أن الثورة مستمرة، وأن يناير هو البداية دائما.

إن الذكرى السادسة للثورة، وما صحبها من حراك من المرابطين في الميادين، يضع الإخوان وكافة مكونات المعسكر الثوري أمام مسؤولياتهم تجاه الثورة لندقق النظر في إخفاقاتنا ومشكلاتنا والتحديات التي تواجهنا بشجاعة،و لنقدر نقاط القوة و الصمود التي تمتلكها ثورتنا حق التقدير ، ولنقف جميعا على أرض مشتركة وهي إعادة المد الثوري من جديد.

إن الذكرى السادسة للثورة وما يصحبها من تضحيات وبذل بطولي من الثوار في الميادين، وهم مؤمنون بعدالة قضيتهم، وموقنون في نصر ربهم، ليتأكد نجاحها وسط حالة الرفض الشعبي العارم لسلطات الانقلاب، و التي وصلت لمستويات غير مسبوقة ، وهو ما يفرض على المعسكر الثوري بالكامل أن يضع حداً للخلافات الجانبية والأيدولوجية، وأن يعمل على صنع خريطة طريق جامعة لإحياء الثورة وكسر الانقلاب، وأن يتحرك سياسياً وميدانياً بشكل جدي بعيداً عن الاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الإعلامية التي لا تضيف للثورة.
إن الإخوان المسلمين قد رفعوا في هذه الموجة الثورية شعار يناير البداية، وأعلنا أننا بدأنا بأنفسنا لتقييم أداءنا في السنوات الست الماضية من عمر الثورة والتي نعدها للتناول العام و مشاركة القوى الثورية والمفكرين ونخب المجتمع قريباً .

في هذا الإطار أيضاً نعلن انتهاء صياغة رؤية الجماعة لإدارة الصراع مع الانقلاب العسكري، والتي قدمت لمجلس الشورى العام للجماعة لاعتمادها ،ولتترجم إلي تطوير جديد للعمل والحراك الثوري بأشكال مبتكرة وأفكار مبدعة تتناسب مع الوضع الراهن للثورة والانقلاب والوطن .

إن المد الثوري المرتقب لا ينبغي أن ينحصر في المسيرات والتظاهرات، والتي نؤكد دائما على أهميتها وبطولة من يقودونها، ومع ذلك فعلى معسكر الثورة الآن أن يعمل على ابتكار وسائل للمشاركة الشعبية التي تعكس حالة الرفض لسلطة الانقلاب، خارج إطار التعرض للقمع الشديد من النظام.

ونؤكد أن بروز قيادات ثورية ملهمة تستطيع أن تعمل معا جنبأ إلى جنب و تستطيع إقناع الشعب أنها ستقوده للأفضل و ليس للمجهول، سيكون نقطة تحول هامة في مسار الثورة والتفاعل الشعبي معها، ونحن نتعهد بالتعاون مع الجميع لتكوين القيادة المشتركة التي يطمح إليها الشعب.

إن المد الثوري هو الأمل لملايين المصريين من أجل الخروج من الكابوس الذي يعيشه الجميع، وإن جماعة الإخوان المسلمين توقن بنصر الله عز وجل وستبذل كل الجهد، مع المخلصين من أبناء الوطن، والأبطال المرابطين في الميادين حتى الآن لتحقيق المد الثوري وكسر الانقلاب بإذن الله.

الله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمين – المكتب العام
٢٧ ربيع ثاني ١٤٣٨ – ٢٥ يناير ٢٠١٧