الموقف الرسمي
أكتوبر 11, 2020

إنَّ الحمدَ لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد،،

أيها الإخوان المسلمون.. إنَّ سنةَ الله في كونه وخلقه هي التغيير والتجديد، وهو ما توقنُ جماعةُ الاخوان المسلمين أنَّه النهج الذي يدفع نحو التطوير والتحديث في أي تنظيمٍ بشري، ويدفعُ أي مؤسسةِ للمراجعة الدورية والمحاسبة الداخلية، وتقييم العمل، وإعادة ضبط بوصلة التحرك نحو الهدف.

لقد أجرى تيار التغيير بجماعةِ الإخوان المسلمين انتخابات قاعدية كلية منذ ٤ سنوات، اكتملت بانتخاب مجلس الشورى العام داخل مصر والذي انتخب في ديسمبر من عام 2016 إدارة المكتب العام للإخوان المسلمين، وأعاد تكليف مؤسسات الجماعة من جديد في هذا التوقيت، ولقد أكملت تلك المؤسسات دورتها، وحان الوقت لتجديدها وفقًا للائحة العامة للجماعة.

ولقد انتهى تيار التغيير بجماعةِ الإخوان المسلمين من انتخاب مجلس شورى عام جديد، ليبدأ دور انعقادٍ جديدٍ للمجلس، يعملُ على تقييم ما أنتجه المكتب العام ومؤسساته خلال السنوات الأربعة الماضية، ويقف على النجاحات والإخفاقات، ويعمل على انتخاب إدارة جديدة تتولى إدارة الجماعة نحو الثورة وتحرير الأمة وفقًا لرؤية الجماعة ومنهجها.

ولقد قبل مجلس الشورى العام استقالة المكتب العام للجماعة، فضلًا عن استقالة المتحدث الإعلامي للجماعة الأستاذ عباس قباري، ليقوم خلال الفترة المقبلة بانتخاب مكتب عام جديد لإدارة الجماعة، وتعيين متحدثًا إعلاميًا جديدًا، مع الاستفادة بجهود كل من انتهت مدتهم وقُبلت استقالتهم وتكليفهم بمهام جديدة.

إنَّ تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين قد عمل خلال السنوات الأربعة الماضية على ضبط تشكيلاته وتطويرها وفقًا لمتطلبات العمل الثوري ومتطلبات المرحلة، فضلًا عن تحديث لوائحه الداخلية بما يُكسب الحركة مرونة تتناسب مع الوضع الراهن داخل مصر وخارجها، فضلًا عن تطوير رؤيته لمواجهة النظام العسكري في مصر، ولقد واجه عقبات كثيرة، فأنجز جملة من الإنجازات، وأخفق في تحقيق مجموعة من الأهداف، سيعمل مجلس الشورى العام الجديد على تقييم كل ما قد أنجزته وأخفقت فيه مؤسسات الجماعة، من خلال تشكيل لجنة للتقييم الداخلي، تستعين بالخبرات الداخلية وعدد من رموز الجماعة والمتخصصين من داخل الجماعة وخارجها، لتضع أمام الإدارة الجديدة المزمع انتخابها خلال الفترة المقبلة، تقييمًا مبنيًا على منهجية علمية لجهود السنوات الأربعة الماضية، مع أُطر حاكمة للعمل خلال الفترة المقبلة لتلافي إشكاليات الماضي والسير نحو تحقيق الرؤية.

أيها الإخوان المسلمون.. إنّ طريقنا جد ليس باليسير، فهو درب الأنبياء والمصلحين والثائرين، وهو طريقٌ محفوفٌ بكل مغرمٍ وخطرٍ، ولكننا قد عاهدنا الله أن نسير في طريقنا ثوارًا أحرارًا ندعوا إلى الله ونرفع لواء دينه ونطالب بحقوق العباد، ونسعى لإقامة دولة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، غير متصدرين لحكم ولا طالبين لسلطة وإنما ساعين لإقامة دولة تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية بشكل عصري يتفهم متطلبات الحداثة وما بعدها، وتقبل التعدد وتؤسس التداول وترفض الاستبداد وتجرمه.

إن التطوير المؤسسي بتيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين هو نهجٌ مستمرٌ لن يتوقف، وستعمل الجماعة على تعميقه وترسيخه، لما نؤمن به من أن التطوير المؤسسي هو ضمانة الحفاظ على حيوية مؤسسات الجماعة والاستفادة من كافة الطاقات والكفاءات.

نسألُ الله عز وجل أن يسدد ويرشد كل من تقدم لقيادة الجماعة في تلك اللحظات الحرجة من عمر الأمة، وأن يتقبل من كل من تصدر للقيادة وعاد جنديًا في الصف بين يدي إخوانه ضاربًا المثل في الجندية والتجرد، ضاربين مثلًا يُحتذى من تاريخنا الإسلامي المتمثل في سيدنا خالد بن الوليد، وقيادات الحركة الإسلامية المعاصرين أمثال القائد خالد مشعل والشهيد بإذن الله محمد مهدي عاكف والشهيد بإذن الله الدكتور محمد كمال.

الله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون – تيار التغيير
القاهرة – الأحد 24 صَفَر 1442 – 11 أكتوبر 2020م.