الموقف الرسمي
يوليو 3, 2016

عسكر خونة. وثورة مستمرة
يأتي يوم الثالث من يوليو على شعب مصر ليجدد ذكرى الانقلاب العسكري المجرم على ثورة يناير ومكتسباتها التي جاءت بالدكتور محمد مرسى. كأول رئيس مدني منتخب ينتمي للضمير الوطني منذ العام 1954.
ففي مثل هذا اليوم اختطف بالسلاح حفنة من العسكريين الخونة “وعلى رأسهم المجرم السيسي” وطننا مصر بالاتفاق مع من باع الثورة وبرضى صهيوني ودولي، وتآمروا على قتل ثورة يناير ومبادئها ومكتسباتها وأعطوا الحكم للعسكر ليسرقوا الوطن ويسلموه للأعداء ويرتكبوا العشرات من المجازر ويعتقلون عشرات الآلاف من الشرفاء المحبين لوطنهم.
ولم تكن تلك آخر الخيانات…
فقد خانوا الوطن حين فرطوا في الأرض رمز السيادة وباعوا جزيرتى تيران وصنافير.
وخانوا الوطن حين فرطوا في حق المياه وسبب الحياة ووقعوا اتفاقا مذلا مع إثيوبيا لتبنى سداً على النيل.
وخانوا الوطن حين فرطوا في حقول الغاز بالمتوسط -مصدر الطاقة- لصالح الكيان الصهيوني.
وخانوا الوطن حين قتلوا أهلنا في سيناء وفجروا بيوتهم ومساجدهم، وغيروا عقيدة الجيش من أجل رضا الصهاينة.
وخانوا الوطن حين وقعوا على امتيازات أجنبية لرعاة الانقلاب في اتفاقات سرية وعلنية ليعترفوا بانقلابهم.
وخانوا الوطن حين حاربوا الدين والهوية واعتقلوا دعاة الإسلام وشجعوا كل ناعق يهاجم ثوابت الدين.
وخانوا الوطن حين باعوا القرار الوطني لمن يدفع لهم وحولوا مصر إلى دولة تابعة ضعيفة.
وخانوا الوطن حين قسموا الشعب وشغلوه بالخصومة وتفرغوا لابتلاع الدولة ومقدراتها.
خيانة على كل الأصعدة، وكذب وقتل وتفريط هي رصيد ثلاث سنوات من الانقلاب العسكري دمر العسكر فيها الاقتصاد الوطني، وقضوا على الحياة السياسية وقوى المجتمع المدني الحية، وقضوا على آمال الناس في حياة حرة كريمة، وأفقروا الشعب وأذلوه عامدين متعمدين ليسحقوه جريا وراء لقمة العيش، ووسط لهيب الغلاء ورحى الأزمات المتصاعدة.
وعلى صعيد الثورة تمر السنوات الثلاث شاهدة على صمود الأحرار في الميادين والشوارع يهتفون بمطالب الثورة، ومن صمود الأحرار داخل السجون صموداً يتحدى الخوف والقهر والتعذيب.
وختاماً نقول أن صبر الشعب على الظلم والقهر والفقر لن يطول، وسيكون الظلم وقود الثورة المتجدد ونارها التي لا تنطفئ، فالثورة مستمرة، وطريقها ممتدة، وعلى الجميع ونحن أولهم مراجعة اداءاته وبناء وحدة وطنية حقيقية لإزاحة الحكم العسكري.
وإلى الأحرار والجميع، متمسكون برئيسنا وحريتنا وصلاح أوطاننا، ولن يطول الليل بإذن الله، وسيكمل الشعب ثورته حتى ينتزع حريته وكرامته ويسترد ثرواته المنهوبة وسلطته المغصوبة ولو بعد حين، وإن غدا لناظره قريب.

والله أكبر ولله الحمد
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) يوسف 21

الإخوان المسلمون – القاهرة
في يوم الأحد 28 رمضان 1437هـ الموافق 3 يوليو 2016م