الموقف الرسمي
ديسمبر 19, 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” (النساء: 58).

إخواننا الأحباب، معشر الإخوان المسلمين المجاهدين

قامت جماعة الإخوان المسلمين بإجراء انتخابات قاعدية داخل صفوفها انطلاقًا من أن التغيير سنة من سنن الله عز وجل، وأن قيادة الجماعة تعرف جيدًا أن أصحاب الأمانة وأهلها هم الصف المجاهد الصابر، لذا فقد ردت أمانتكم إليكم، فقمتم بحملها وأداء حقها، وشاركتم في انتخابات شاملة وفقًا لما أردتم، وجاءت نتائجها بفضل الله عز وجل لتثبت نضج هذا الصف ووعيه وتحمله للمسؤولية في هذا الوقت العصيب من عمر الجماعة والوطن.

فشاء الله عز وجل أن تُجرى انتخابات قاعدية شاملة، على الرغم من الضربات الأمنية المتتالية، والتضييق والخطر الذي يحيق بكل أعضاء الجماعة وأنصارها والقريبين منها، وهو ما نعتبره إنجازًا وانتصارًا في جولة ضد هذا الانقلاب العسكري الباطش، بأن تمكنت الجماعة من جمع كافة هياكلها بطول مصر وعرضها، وعمل انتخابات تجدد شباب وحيوية تلك الجماعة، ويتم على إثرها اختيار مجلس شورى عام جديد والذي سيقوم اليوم بدوره بانتخاب قيادة جديدة للجماعة؛ ليتقدم بالجماعة للعمل وفق رؤية جديدة واضحة لا لبس فيها بإذن الله.

ونحن إذ اختارنا الله عز وجل لحمل أمانة الإدارة العليا لفترة من الزمن – من أكتوبر 2015 وحتى ديسمبر 2016 – حاولنا فيها أن نجبر الكسر، واجتهدنا للعمل على كسر الانقلاب وتحرير هذا الوطن، ولمِّ شمل هذه الجماعة المباركة على منهجها الصحيح، وطريقها الذي رسمه الإمام المؤسس حسن البنا، فأخطأنا وأصبنا، وقصّرنا فيها دون عمد؛ لكننا حاولنا أن نبذل الجهد، وأن نكون معكم وبكم على أرض الثورة، وأن نطرق كل باب ومبادرة من أجل لحمة الصف وتماسكه.. وها نحن اليوم نتقدم باستقالتنا لمجلس الشورى العام المنتخب، سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منا ما اجتهدنا فيه، واضعين أنفسنا تحت إمرة إخواننا سهامًا في جعبة الجماعة تصيب بها ما تشاء، استقالةً ليس الغرض منها القعود أو التسليم، وإنما لبث دماء جديدة – وما أكثرها – تسري داخل هذا الجسد.

“فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (الحِجْر: 92)

“وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (البقرة: 281).

الله أكبر ولله الحمد

اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين

الإثنين 20 من ربيع الأول 1438هـ = 19 من ديسمبر 2016م