الموقف الرسمي
أغسطس 14, 2017

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)..
كما اليوم من أربعة أعوام، في “رابعة” و”النهضة”، كان مشهد حقٍّ مقابل مشهد باطل، قابيل الذي قتل أخاه هابيل ظلماً وعدواناً، ولكنه لم يندم، بل زاد في فجوره وقتله.

المنقلبون الفسدة قتلوا أعزّ ما يملكه الوطن “شبابه” المخلصين، ولَم يَكفهم ذلك فعاثُوا في الأرض خراباً، وقمعاً، فعلوا كل مُحرَّم، ورغم كل هذا لا يزال هناك من أصرَّ على الكفاح والنضال من أجل الحرية والقصاص.

لقد كانت “رابعة” نقطةً فاصلةً في تطوّر الصراع بين الثورة المصرية والعسكر، وهو ما وعيناه جيداً ودفعنا ثمنه باهظاً، ولن نقبل أن يكون هذا الثمن بلا مقابل، فلا بديلَ عن النصر.

إن ملحمة “رابعة” كانت معركةً أخلاقيةً بامتيازٍ ولا زالت، فقدنا فيها فلذات الأكباد، وسنواصل مقاومة الانقلاب؛ لاستكمال الرسالة؛ ونصرةً لقضية حرية هذا الوطن.

لقد كانت “رابعة” نقطةً فاصلةً في تفكير جماعة “الإخوان المسلمين”، وشريحة كبيرة من الإسلاميين، وانطلاقةً لتجديد الأفكار وفهم طبيعة الصراع وتصحيح المسار، وهو ما نعمل عليه رغم التحدّيات ولن نتوقف.

ففي العام الرابع لمذبحة “رابعة” لن نُحيي لطميةً كربلائيةً، ولكن نعد لاستكمال ثورتنا ضد سلطةٍ مُنقلبةٍ غاشمةٍ، رافعين شعار العمل والبناء، تعلمنا جيدًا طبيعة الصراع وأدواته، وتفهّمنا دروساً من هزائم متتالية ومذابح، وحدّدنا ملامح طريقنا بشكلٍ علمي ومؤسسي، ووضعنا رؤيةً جديدةً بأدواتٍ مبتكرةٍ، ونعمل الآن على بنائها بشكلٍ قوي.

فليهنأ القتلة بحالة جَزرٍ قصيرةٍ، يعقبها موجاتٌ متلاطمةٌ تهدم نظامه الهَشّ وتُغرق زبانيته، فإنّ قتلكم وسفككم الدماء لا يعني أنكم انتصرتم، فللقصاص وقت ستندمون فيه على ما قدّمتم فيه من تدمير للوطن.

وإلى الشهداء الأبرار في “رابعة” و”النهضة” وما قبلهما وما بعدهما:
تقبلكم الله، ورضي عنكم، وثبّت أهليكم وحفظهم، سنمضي على دربكم، لا نخون، لا نَلِين، لا نقبل الدّنيّة في ديننا ووطننا، حتى تنتصر ارادة الشعب او أن نلقى الله ثابتين.

إلى مَن قرَّر أن يواصل الكفاح: أنتم نور هذا الوطن، ومستقبله، تُضحُّون بلا مقابل سوى الجنة وحريّة الأوطان و عزّها، نصركم الله وإيانا.

إلى أبناء جماعة “الإخوان” المخلصين: أما آنَ أن تتحد الصفوف، وتتآلف القلوب، وتتوحّد الجهود، وأن نمضي سوياً نحو نصرة ديننا ووطننا، متفقين في الأهداف مختلفين في الوسائل، فيد الله مع الجماعة.

إلى أخوتنا من أبناء الشعب المصري: أما وقد رأينا معاً ما جرى بوطننا الحبيب، أربعة أعوام مرّت على المجازر، سَالَ الدم، ثم بيعت الأرض في “تيران” و”صنافير”، والدّيون قد أغرقت الوطن، غلاء فاحش، وظلم بَيّن، وقمع غير مسبوق، هل أضحت الصورة واضحة؟

وبعد ان علمنا من هو عدونا المشترك؟!.
هذه الطّغمة من العسكريين الفسدة المستبدين المرتزقة ومن معهم من قضاة باعوا ضمائرهم ومنتفعين وإعلاميين جعلوا رزقهم أنهم يكذبون، هؤلاء هم عدونا المشترك. فلنتوحد جميعًا خلف المقاومة المشروعة والثورة ضد السلطة الغاصبة لتحرير الوطن.

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ..

الإخوان المسلمون – المكتب العام
الأثنين 22 من ذي القعدة 1438 هــ 14 أغسطس 2017