الموقف الرسمي
مارس 22, 2017

إن “الإخوان المسلمون” تستقبلُ عامها التّسعين، وهي لا تزال راسخةً قويةً، فمهما كانت العاصفةُ قويةً، فالإخوان ونضالها وجهادها وأبطالها أعلامٌ وجبالٌ راسخةٌ؛ فالإيمانُ في القلوب ثابتٌ، واليقينُ في الله كما هو لم يَضعُف.
رَحِم اللهُ الإمامَ الشّهيد حسن البنّا، ورفاقه المُؤسّسين، الذين تعَاهدُوا على نُصرة وتَمكِين الدّين، في ظرفٍ تاريخيٍّ صعبٍ وتدهورٍ حضاريّ مُرِيعٍ، فبنوا مع بعضهم البعض بناءً جديراً بالاحترام، قادَ العملَ والجهادَ الإسلاميّ سنينَ شامخاً لم تَهزُّه عمليات التّغييب والتّعذيب والقتل والإبعاد والتّشويه.
الإخوان الآن يُواجهون الظُّلمَ والقَهْر، رجالاً كما عهدناهم، لا يَضعفون، وفِي المِحَن ثابتون، يُواجهون خطَّةً عالميةً لِوأْد الدِّين والحُرّيات والحقوق، فما بدّلوا وما ضعفُوا وما استكَانُوا، على العهد باقين.
الإخوان مطمئنةٌ قلوبهم أن دعوتَهم رباطُها ربانيٌّ، وجزاؤها ربانيٌّ، وغُدوّها ورواحُها إنما مُرتبطٌ بغاياتها العظمي في سبيل رفعة شأن أُمّتها وسُمُو رسالتها.
هذه النَّبْتَة الطَّيّبة التي استزرعها البنّا الإمام فأنبتتْ شجرةً طيّبةً أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء تُؤتِي أُكُلها كلّ حينٍ بإذن ربها، فأنبتتْ “عودة” و”فرغلي” و”قطب” و”ياسين” و”كمال” و”الغندور” وآلافاً من الأبطال المجاهدين.
الإخوان الآن بتسعينيّتها ليست شجرةً عجوزاً، بل جبلاً أشَمّ، كلما كَبُرَ عَظُمَ وترسَّخَ في الأرض، الآن الإخوان تمضي نحو شبابٍ جديدٍ لها، يتكاتَف فيه الجميع من أجل الحق، والعدل، فليكن صَفُّ الجماعة العظيم على قدر هذا التاريخ النّقيّ النّاصِع، ولتُعاهِدوا اللهَ على نصر دينه وشريعته.
ولا تيأسوا فليس اليأسُ من أخلاق المسلمين وحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}.

الإخوان المسلمون – المكتب العام

القاهرة في الأربعاء 23 من جمادي الآخرة 1438 هــ 22 مارس 2017