الموقف الرسمي
يناير 7, 2019
في مشهد بئيس زائغِ العينين، يتصبب عرقًا، تائهًا في بحور الدم التي أراقها، ظهر قائد الانقلاب العسكري مرتبكًا، متوترًا أمام أسئلةٍ ذكّرت الخائن بجرائمه، وفضحته زلاتُ لسانه التي انتزعها المذيع تحت ضغط أسئلته المباشرة.

كيف يظن هذا الخائن أن يتقبّل ذو عقلٍ أكاذيبه بنفي وجود أي معتقل سياسي! وفي سجونه رئيس للجمهورية، وأغلبية أعضاء حكومةٍ انبثقت عن انتخابات حره!، وأعضاء برلمان الثورة الذي شارك في انتخابه مايقارب ال٣٠ مليون مصري، بتعدادٍ صدّقت على صحته القوات المسلحة، لا تلك الأعداد التي يتوهمها قائد الانقلاب، والتي فشل في حشد أي نسبةٍ منها في استحقاقاته الانتخابية غير الشرعية، والتي قاطعها المصريون وشهد على ذلك العالم، في فضيحة استمرت ليومين، وتم مدها ليومٍ ثالثٍ، كسابقة تحدث لأول مرةٍ بالعالم أن تُمدّ فترة التصويت، لا للزحام، ولكن لعدم وجود ناخبين!

إن أنّات أكثر من ٦٠ ألف معتقل، والتي وصل صداها كل زوايا الكرة الأرضية، لن يسكتها كذب مجرم، أو تضليل مؤسسات النظام، وأجهزته.

إن الضمائر الحية في أمتنا، وفي كل العالم، مطالبة بموقف إنساني على قدر جرائم ضد الإنسانية من تصفياتٍ لمواطنين خارج إطار القانون، ومعتقلين منتهكة حقوقهم في محاكمات هزلية، تحاكم المجني عليهم، ومجازر لم يحاسب مرتكبوها حتى الآن.

إن الخيانة التي يزرعها عبدالفتاح السيسي في قلب المؤسسة العسكرية تستدعي من أبنائها الوقوف، والبحث عن مخرج لشرفٍ منتهك، وأرضٍ مستباحة، وجزر محتلة، ولقد رأينا انتفاضة لعددٍ من قادة، وجنود محسوبون على القوات المسلحة بمختلف التوجهات، لم يردعهم هذا المجرم ولم يترددوا رغم العواقب التي لاقوها.

فيا رجال الجيش، ما كنتم تتداولونه على أنه إشاعات أقرّ به الخائن، وما كنتم لا تقبلون سماعه، قاله علانيةً، فإسرائيل تقتل أهليكم، وتحتل أرضكم، ومن تؤدون له التحية في مصر نهارًا، يؤديها في تل أبيب للصهاينة في المساء!

أما أنت أيها الخائن لوطنك، الغارق -لا محالة- في الدماء الطاهرة التي سفكتها، لن تستطيع أن تهرب بيدك الملوثة بدماء الأبرياء.
وإننا وإياك لعلي موعدٍ قريبٍ بإذن الله، يقتص فيه الثوار، والأبطال، لدماءٍ أُريقت بلا ذنبٍ في رابعة، والنهضة، والحرس الجمهوري، ومن قبلهم في التحرير، وماسبيرو، والعباسية، ومحمد محمود.

فيا شعب يناير المجيدة
أتموا الثورة لله

واعلموا أن الباطل ينتفش في جو الفساد، والمنتفعين بين من باعوا ضمائرهم، وخانوا أوطانهم، واحتقروا شعوبهم،
لكنه يتصاغر أمام الحرية ، وكلمات تخرج من ضمائر حية، و أيدي لا ترتجف بين يدي الظلمة، فذلك من خزي الحياة الدنيا، ولازال الخزي الأكبر يوم تتحد أيدي الأحرار، والحرائر، في يوم غضبٍ قريب، تقتص من الظالمين، وتعيد ليناير مجدها، ولمصر عزتها.

فأعدّوا لذلك اليوم وحدة ثورية، وأبطالًا شجعان، و نفوسًا تتسامى على أخطاء الماضي -التي صدرت من الجميع –
لتقتصّ من كل من تلوثت أياديهم بدماء الأطهار من أبناء هذا الوطن.

ونحن نؤكد أننا منفتحون على كل عملٍ وحدويّ، يجمع أحرار الوطن نحو استكمال الثورة، و بناء وطن يتسع للجميع.
والله اكبر ولله الحمد.

المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين
القاهرة – الإثنين 1 جمادي الأول 1440 هـ – 7 يناير 2019م