الموقف الرسمي
ديسمبر 16, 2018

يتقدمُ المكتبُ العامِ للإخوانِ المسلمين بالتهنئةِ لحركةِ المقاومةِ الإسلامية حماس بمناسبةِ انطلاقتها الحادية والثلاثين.

نبتةٌ طيبةٌ غرسَها الشهيدُ الشيخُ أحمد ياسين، ورفاقهِ الأكارمِ، أزهرت جيلًا ربانيًا مجاهدًا.
يشقُ طريقَه نحو الحريةِ، وإزالةِ الاحتلال ومقاومة الظلم، لا يقبلون ضيمًا، ولا يستسلمون لمكرِ فاسدٍ، أو خائن.

واحدٌ وثلاثون عامًا أرَّقتْ مضاجعَ اليهود وحلفائِهم من خونةِ العرب، نسألُ اللهَ لها مزيد تقدمٍ، وفقَ موعودِ الله حتى يتحقق النصر.

في تاريخِ الشعوبِ نقاطٍ مضيئة، وعلاماتٍ على الطريق، وراياتٍ لا تنكس، مدادها العرق، والجهد، والدم.

ولا سبيل لرفعةِ الأمم إلا بمعرفةِ الواجبات، وأداءِ الحقوق.

يقول الله تعالي: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” سورة العنكبوت 69

ويقولُ الرسولُ الأكرم صلى الله عليه وسلم: ” ما ترك قوم الجهاد إلا ذلُّوا”.

هكذا تسيرُ الأمورُ، وتنتظمُ المقاديرُ في ملكِ الله، فما تأخَّر من بدأ، ومن بدأ وصل.

حركةٌ بدأت بالحجارةِ، وانتفاضات الشباب بصدورٍ حاسرة، أعدت الكوادر، ودربت العناصر، حتى صارت بعد فضلِ الله جيشًا عماده الإيمان، وعتاده الصمود، والتحدي، والإباء، فانتقلت لعمليات مراغمةِ العدو، ومبادئته في عملياتٍ ليس آخرها عملية ( حد السيف ) التي ارتقي فيها شهيدًا الشهيدُ القسَّامي ” نور الدين بركة”.

مقاومةُ الاحتلال شرفٌ، ومنازلتهِ حقٌ، فالعدو الصهيوني الذي زرعته قوى الشرِ في منطقتِنا كشوكةٍ في ظهرِ الأمةِ، وخنجرًا في خاصرتها، لن ينزعْهُ سوى يدٌ تقاومُ مشروعه، وتنازله في ميدانه.

التطبيعُ مع الكيانِ الصهيوني خيانةٌ مهما بالغت أنظمةُ العارِ العربي في سترِهِ بمسمياتِ الواقع، وصَبغته بسياساتِ الذل، فالتطبيعُ اعترافٌ بالحقِ الصهيوني على الأرض، وتنازلٌ عن مقدساتِ الأمة، وتفريطٌ في حقوقِ الأسرى، واللاجئين، وتضييعٌ لتضحياتِ الشهداء.

إنَّ البشريةَ قد رسمت بمرادِ الله، فطرتها وفق مبدأ؛ ما أُخِذَ بقوةٍ، يسترد لزومًا بمثلها، ورسَّخت الشرائعُ تلك الفطرةِ بوجوبِ القتالِ عندَ العدوان، والجهاد بالمال، والنفس، وعمل اللسان، والسِنان.

نسألُ اللهَ تعالى للأحبابِ في حركةِ حماس توفيقًا، وتقدمًا، وانتصارًا
فانتصاراتكم انتصارٌ لمشروعِ الأمةِ، وقضيتها الأولى فلسطين، ومسرى نبيها القدس، باركَ اللهُ خُطاكم، وقوى ظهوركم، ورفعَ راياتِ الحق في أيديكم.

كما نسألُهُ سبحانه تحريرًا لأوطاننا جميعًا من ظلِ الاحتلال، وذيولهِ، لنكونَ أمةَ الخيرية التى أرادها الله، وامتدادًا لجيلِ النصرِ الذى ربَّاه رسول الله.

المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين
القاهرة – الأحد 9 ربيع الآخر 1440هـ – 16ديسمبر 2018 م