الموقف الرسمي
أغسطس 10, 2019

“وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”الحج 27

إنَّ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد،،

تستعدُ أمتنُا الإسلامية لتستقبلَ خير أيام العام وهو يوم النحر، وتتجمع الحشود في بيت الله الحرام ملبين النداء ومكبرين ومهللين، لأداءِ مناسك فريضة الحج، التي فرضها الله على أمتنِا الإسلامية مرتبطة بيوم النحر لتترسخَ في نفوسِ هذه الأمة معاني غاية في الأهمية وهي الوحدة والتضحية.

تستقبلُ أمتنُا عيدَها وهي تقدمُ التضحيات وكل غالي ونفيس في شتى أنحاء الأرض، فتستعرُ المواجهة في أرض المرابطين وأرض الأنبياء دفاعًا عن المسجد الأقصى وأراضي المسلمين، وتستمر التضحية في بورما، وتستمر المواجهة في سوريا، وتنشأ مواجهة محتملة في كشمير، وغيرها من بقاع الأرض التي يعاني فيها المسلمون، وكل ذلك لا يثني أمتنا عن الاحتفال بعيدها، فإنَّما تضحي أمتنا في الأساس إلا امتثالًا لأمرِ الله عز وجل ومن أجل دينه.

إنَّ أمتنا الإسلامية لن تستعيد مجدها إلا إنْ حققت الأمر الإلهي المفروض في الحج بتحقيق الوحدة الإسلامية الحقيقية والفاعلة، والتضحية الحقيقية من أجل قضايا الأمة ومقدساتها وأعراضها وأراضيها، لذا فإن المكتب العام للإخوان المسلمين، يعاهد أمتنا أن يعمل بكل ما أوتي من قوة لتوحيد الأمة الإسلامية على أهدافها الكلية.

وتتوجه جماعة الإخوان المسلمين بالتهنئة إلى أمتنا الإسلامية والمرابطين على ثغورها بعيد الأضحى المبارك، وتؤكدُ أنَّ عيدنا الأكبر يوم تتحرر أوطاننا وتتوحد أمتنا ويُرفعُ الظلم عن الشعوب .

وتتوجهُ جماعةُ الإخوان المسلمين بالتهنئة والتحية إلى المعتقلين في سجون الانقلاب العسكري في مصر، وإلى المطاردين والمنفيين في شتى بقاع الأرض، فغدًا يتحررُ الوطن ويجتمع الشمل ونفرح بنصر الله.

إنَّ المكتب العام للإخوان المسلمين وهو يتقدمُ بالتهنئة للأمة الإسلامية بيوم عرفة وحلول عيد الأضحى المبارك، إذ يرفعُ صوته بالنداء للأمة الإسلامية بأسرها أنْ توحدوا، وليكن يوم عرفة هو بداية وحدة الأمة من جديد، فنقدم الدعوة إلى إخواننا في الطرف الآخر من الإخوان المسلمين للم الشمل على أرضية ثوابت الأمة والدين وأدبيات جماعتنا.

ونوجهُ الدعوةَ لكافة الفصائل الإسلامية المعتدلة لتوحيدِ الصف نحو مشروعٍ إسلامي يرفعُ الراية ويقيمُ العدل والإسلام في الأرض، ونوجهُ الدعوة إلى كافة مكونات الساحة المصرية للتوحد حول المبادئ الوطنية الثابتة على أرضية ثورة ٢٥ يناير لنواجه سويًا الظلم، لا نبغي من وراءه منصبًا أو جاهً إلا وطنًا حرًا يقيمُ العدل ولا تضيعُ فيه الحقوق، ولا يضيقُ فيه على فئة ولا يقصى فيه رأي أو فكر، ونقدمُ نداءنا إلى شعوب أمتنا، فكما تقفُ الآن الأمة في بيتِ الله الحرام مجتمعين على منهج التوحيد، فعلينا أن نجتمع على ما يرفع شأن أمتنا ويحقق مصالحها وريادتها.

المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين
القاهرة – السبت 9 ذو الحجة 1440 – 10 أغسطس 2019م