الموقف الرسمي
أغسطس 2, 2019

“وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وعَلَى كُلِّ ضامِر يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق” الحج-27

إنَّ الحمدَ لله، والصلاة والسلام على وسول الله ومن والاه، وبعد،،

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

تستقبلُ الأمةُ الإسلاميةِ اليومَ أولَ أيام ِ شهر ذي الحجة بالتكبيرات في شتى بقاع العالم مع الحجيج في بيتِ الله، لتتآلفَ قلوبُ وعقولُ المسلمين كافة، حول العالم بالتكبير.

دروس ومعانٍ هامة تستقيها أمتُنا الإسلامية في تلك الأيام، تأتي في مقدمتها وحدةُ صفِ المسلمين الذين يجتمعون من كل حدبٍ وصوبٍ في بيتِ الله الحرام ليكونَ الحجُ بمثابةِ المؤتمرِ العامِ السنوي للمسلمين، يجتمعون فيه على عقيدةِ التوحيدِ ورابطةِ الأخوة، ليكونَ موسم الحجِ حجةً على كلِّ من يعملَ على فرقةِ المسلمين وتضييع وحدتهم العقائدية والدينية والأخوية الشعورية.

ويأتي في ثاني تلك الدورس استلهام أهمية إنشاء دولة الإسلام لأولِ مرة في خيامِ الصفا والمروة أثناء شعائر الحج، ليتعلمَ المسلمون على مرِّ التاريخ أنَّه لا سبيل لعزةِ الإسلامِ وإقامةِ أركانِه إلا بإقامة دولته التي تقيم شريعته وتحكم بدينه.

ثم يأتي العيدُ في ختام الأيامِ المباركات، فديننا جعل المسلمَ يفرحُ بالتضحية و جعلَ منها عيدًا باسمها، ليغرسَ في نفوس المسلمين أنَّ هذا الدين لن يقومْ ولن تفرحْ الأمةُ إلا بالتضحية بالغالي والنفيس.

والمكتبُ العامِ للإخوانِ المسلمين إذ يتقدمُ بالتهنئةِ بحلولِ موسم الحج العظيم وعيد الأضحى المبارك إلى الأمةِ الإسلامية كافةً، وخاصةً إخواننا المرابطين حراس الأقصى المبارك والمجاهدين في فلسطين الحبيبة وفي شتى بلاد المسلمين.

كما يتقدمُ بالتهنئةِ إلى المسلمين في مصرنِا الحبيبة، وفي القلب منهم المعتقلون الصامدون الثابتون على كلمة الحق.

و لا يفوته أن يهنيء أسرَ المعتقلين والشهداء، وفي القلب منهم أسرةُ الرئيس الشهيد محمد مرسي بحلولِ عيد الأضحى المبارك، راجيًا المولى عز وجل أن يفكَ أسرَ معتقلينا ويتقبل شهدائنا.

أيَّها المسلمون.. ليكن الدرس والرسالة المستخلصة من تلك المناسبة الجليلة هي أن الوحدة الإسلامية على كافةِ المسارات هي السبيل الأمثل لمناصرةِ قضايا المسلمين بل وقضايا الإنسانية في شتى بقاع الأرض.

لتكن رسالة إلى جميعِ أحرار العالم، أنَّه لا سبيلَ للخروجِ من الكبوةِ التي تعيشها الأمة إلا باتحادٍ إسلاميٍ حقيقي.

وإلى أحرارِ مصر بالأخص، أنَّه لا سبيلَ لكسرِ الانقلاب العسكري الغاشم، الذي تجاوزَ كلَّ الخطوط الحمراء وبغى وتجبر وأمعن في الغي، إلا باتحادٍ وطنيٍ حقيقي يؤسسُ لإقامةِ دولةِ الحريةِ والعدل.

أيَّها المسلمون، عظموا شعائرَ الله فإنَّها من تقوى القلوب، تجاوزوا آلامكم وأحسنوا استقبال العيد، ولكن تذكروا
إنَّ عيدكم الأكبر يوم تتحررُ أوطانُكم، ويَحكمُ قرآنُكم، كما قالَ الإمام الشهيد

“وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”
آل عمران-139

كل عامٍ وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

المكتب العام للإخوان المسلمين
القاهرة – الجمعة 1 ذو الحجة 1440 – 2 أغسطس 2019م