الموقف الرسمي
مايو 15, 2019

إنَّ الحمدَ لله، والصلاةَ والسلامَ على رسولِ الله، ومن والاه، وبعد،،

تعيشُ الأمةُ اليومِ حدثين هامين في تاريخها، فبين ذكرى نكبةِ فلسطين ( ١٥ مايو ١٩٤٨م) وبين نصر العاشر من رمضان ( ١٩٧٣م ) تتوافق ذكرتان في يومنا لتعبرَ بشكلٍ واضحٍ عن الأزمةِ الحقيقيةِ التي تعيشُها هذه الأمة.

إنَّ ذكرتى النكبةِ والنصرِ توجهان الأصابعَ بشكلٍ واضحٍ إلى أنَّ أزمةَ الأمةِ الحقيقية في حكامِها، وأنظمتها، والعقيدة القتالية لجيوشها.

لقد جاءَت نكبةُ الأمةُ في القرنِ الماضي في ظلِ أنظمةٍ عميلةٍ، وقادةِ جيوشٍ لا يعبأون لأمرِ الأمة، فكانت الشعوبُ والأرضُ والمقدساتُ ضحيةً لعمالةٍ وخيانةٍ وغيابٍ للهويةِ والإرادة.

بينما جاءَ النصرُ بعدَ مرارةِ الهزيمة، وبقادةِ جيوشٍ أعادوا بوصلةِ العقيدةِ القتالية لجيوشهم ضد العدو الصهيوني، وليس إلى أبناءِ الوطن.

وبينما نعيشُ الذكرتين تلوحُ في الأفقِ نكبةٌ جديدةٌ “صفقة القرن” يتمُ التجهيزُ لها بين إدارةٍ أمريكيةٍ مجرمةٍ وعدوٍ صهيوني متربصٍ وأنظمةٍ عميلةٍ تسعى لتفريغِ القضيةِ الفلسطينيةِ من مضمونها، وأنْ تبيعَ سيناء الحبيبةَ حفاظًا على عروشهم وسلطانهم.

إنَّ الأمةَ تعيشُ الآن مخاضًا هامًا، وتدافعًا مصيريًا؛ بين أنظمةٍ قمعيةٍ استبداديةٍ باعت الوطنَ، وغيرت العقيدةَ القتاليةَ للجيوش، وسفاح عمل خلال سنوات على تجريف سيناء وقتل أهلها بزريعة الإرهاب للتغطية على عمالته لأمريكا، وبين ربيعٍ عربيٍ وصحوةٍ شعبيةٍ يجبُ أنْ تستمرَ وتنتصر.

تحيةً في ذكرى العاشرِ من رمضانِ إلى جنودٍ وقادةٍ قدموا الدماءَ والأرواحَ والغالي والنفيسَ من أجلِ ترابِ هذا الوطنِ وكرامةِ هذه الأمة، ودعوةً صادقةً للمخلصين من أبناءِ هذا الجيلِ للتوحدِ ضد أنظمةِ الخيانة، فلا فكاك من نكبةٍ جديدةٍ إلَّا بتحريرِ الأوطانِ من كل مستبدٍ ظالمٍ، واستعادةِ الربيعِ العربي لانتصاراته من جديدٍ.

الإخوان المسلمون – المكتب العام
القاهرة – الأربعاء الموافق 10 رمضان 1440 هـ – 15 مايو 2019م