الموقف الرسمي
مايو 14, 2018

مجدداً، عام جديد لذكري نكبةٍ ألمَّت بأُمّتنا، ذكرى الخيانة بتسليم القدس وفلسطين للعصابات الصهيونية برعاية دول وحكومات لا تزال تُمارس أدوار القتل والاحتلال ودعم الانقلابات العسكرية، وقمع الشعوب، ومساندة الطغاة الخونة.

إنَّ ذكرى النكبة هذا العام ليست كما سبقت، فتأتي هذه المرة في ظل تسارع تحركات دولية بقيادة أمريكية وتنفيذ إقليمي من محور الانقلاب على ثورات الربيع العربي؛ للإجهاز على القضية الفلسطينية وتصفيتها، وإحداث تغييرات حادة هدفها تأمين الكيان الصهيوني، وتتزامن مع عمليات قمع وحصار وإنهاك للشعوب العربية والإسلامية القريبة والداعمة للقضية، سواء بحروب أو انقلابات عسكرية أو دوامات قبضات أمنية وصراعات طائفية.

إنَّ ما أعلنه من قبل “دونالد ترامب”، وبدأ تنفيذه بالفعل بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، استمرار لنهج احتلالي لم يتوقف طيلة سبعين عاماً، ضمن سلسلة إجراءات تستهدف القدس المحتلة، ومحو هويتها العربية، والإسلامية، ضمن مخطط أكبر يستهدف فلسطين ككل والمنطقة والإقليم، وهو ما نرفضه كجماعة شاركت في مقاومة هذا الكيان الغاصب، ونرفضه وسنواجهه كجزء من الشعب العربي والأُمَّة الإسلامية.

ونحن كجماعة شريكة وجزء من تحالف الأُمَّة في مواجهة العدوان الصهيوني منذ ثلاثينيات القرن الماضي سنظلُّ على عهدنا بأن تظلَّ فلسطينُ قضيةً مركزيةً، وأن كاملَ التراب المحتل هو ترابٌ عربيٌّ فلسطينيٌّ، وأنَّ عملية تحرير القدس تبدأ بتحرير الشعوب العربية من الظلم والقتل والقهر.

إنَّ ما يفعله محور الانقلاب في المنطقة وما يمارسه حكام مصر والسعودية والإمارات فيما يخص القضية الفلسطينية وغيرها يجعلهم في نفس مركز الاحتلال وعلى ذات أرضيته.

وها هي غزة الصامدة تُسطّر بالدم من جديد وتُقدّم الشهيد تلو الشهيد في “مليونية العودة” في ذكرى النكبة، لتؤكد لنا أن الأُمَّة رغم ضعفها لم تمُتْ، وأنها لا تزال حيَّةً قويَّةً مجاهدةً رغم أنف المستبدين الخونة ونخبتهم الزائفة ووسائل إعلامهم الرخيصة.

إنَّ الشعوبَ الحيَّة – وفِي القلب منهم الشعب الفلسطيني بمسيرات (العودة) – هم خط الدفاع الرئيس عن الأرض والعرض والتاريخ والوطن، وسيأتي وعد الآخرة ليحمل النصر والرفعة لهذه الأُمَّة.

واجباتنا الآن.. دعم المقاومة بكل ما نملك، واحياء قضية القدس وفلسطين في القلوب، والإصرار والعمل على تحرر الشعوب من المحتل ووكلائه.
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) (الإسراء – 7).

المكتب العام لجماعة “الإخوان المسلمين”
القاهرة في 28 شعبان 1439هـ 14 مايو 2018م