الموقف الرسمي
يوليو 15, 2019

في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات، سطر الشعب التركي ملحمة دفاعه عن حريته وكرامته، والتف حول راية الوحدة الوطنية، وأعلى مباديء الديمقراطية والحفاظ على مدنية الدولة؛ وأجهض محاولة الانقلاب الفاشلة، التي تزعمها مجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية في 15 يوليو 2016، ليسطر بحروفٍ من ذهبٍ أن الشعب يومًا إذا أرادَ العزة والحرية كتب بيديه آيات النصر.

تحيةً إلى الشعب التركي الذي خرج مضحيًا بحياته، مدافعًا عن مبادئه، وحقه في اختيار من يمثله، مدافعًا بصدورٍ عاريةٍ عن حقه في أن يرى تركيا ترفع رايات الحرية، صامدًا أمام دبابات العسكر الفاشلة، ليحبطَ محاولة الانقلاب العسكري، حاملًا شعار “لا لحكم العسكر”.

وتحيةً إلى القوى والأحزاب التركية، التي أعلت قيم العدل والكرامة، ودافعت صفًا واحدًا عن بلدها، متناسية اختلافاتها الأيدولوجية، وانتماءاتها الحزبية، ووقفت خلف قيادة عارضتها بالأمس، ورصت صفوفها اليوم ضد العسكر ونظامه الانقلابي، ما يعكس مدى الوعي الشعبي والسياسي، وإعلاء مصلحة تركيا على المكاسب الحزبية الضيقة.

وبهذه المناسبة يوجه المكتبُ العام لجماعة الإخوان، التحية إلى شعب مصر الأبيّ الذي قاوم انقلاب السيسي ومجلسه العسكري، وضحى بنفسه، صارخًا بصوتٍ عالٍ –لا لحكم العسكر- واقفًا أمام دباباته، رافضًا محاولات الغدر والخيانة والانقلاب على الرئيس “محمد مرسي” أول رئيس مدني منتخب، في أول استحقاق تاريخي، وانتخابات ديمقراطية حرة نزيهة شهدتها مصر، بعد ثورة يناير المجيدة

تحيةً إلى كل الأحرارِ في سجون العسكر
تحيةً إلى كل الصامدين الصابرين خلف قضبان السيسي، وإلي أبنائهم، وذويهم
ونقول لهم سترفعون غدًا بصمودكم، وصبركم، وثباتكم رايات الحرية والكرامة، على أنقاض دولة العسكر ونظامه الفاشل، وكما انتصرت إرادة الشعب التركي، حتمًا ستنتصر إرادة الشعب المصري، وإن غدًا لناظره قريب

ويدعو المكتب العام جميع القوى الثورية للالتفاف حول راية الحرية، وإعلاء المصلحة الوطنية، والتوحد صفًا واحدًا، والتعلم من تجارب الآخرين، لكسر الانقلاب العسكري، واستعادة الإرادة الشعبية، وتحقيق أهداف ثورة يناير المجيدة

المكتب العام للإخوان المسلمين
القاهرة – الإثنين 12 ذو القعدة 1440 – 15 يوليو 2019م