الموقف الرسمي
يونيو 7, 2017

تابَعتْ جماعةُ “الإخوان المسلمين” باستياءٍ بالغٍ ما صدَر عن مسؤولين بالمملكة السعودية، من اتهاماتٍ بحقِّ الجماعة، ووصمها بالإرهاب، وانتهاج العُنف، وإذ تستنكر الجماعةُ هذه الاتهامات الباطلة تُؤكِّد على ما يلي:

إنّ “الإخوان المسلمين” منذ نشأتها تتمتّع بعلاقاتٍ وأوَاصِر مَحبّةٍ مع شعوب الخليج العربي وحُكامها، وقد قَدَّمت الجماعةُ عبر مُحبّيها ومُنتسبيها خدماتٍ ثقافيةٍ وعلميةٍ ومعرفيةٍ وسياسيةٍ واقتصاديةٍ ومجتمعيةٍ جليلةٍ لا يُنكرُها إلا جَاحِد.

 إنّ “الإخوان المسلمين” حَفظُوا لأهل الخليج احتضانهم المصريين الذين أُخرِجوا من ديارهم؛ بسبب الاضطهاد الذي مارسَه الحُكم العسكريّ منذ خمسينيات القرن الماضي ضدّ كل ذي رأيٍ، ولا يُعقَل أن يَرُدَّ “الإخوانُ المسلمون” الجميلَ بإيذاءِ أصحاب الفَضلِ من أهل الخليج.

إنّ ما أقدَمَتْ عليه قيادةُ المملكة السعودية بدعم الانقلاب العسكري في مصر وما مَارَسَه من عمليات قتلٍ وتعذيبٍ وانتهاكٍ للأعراضِ ومصادرةٍ للأموال واعتقالٍ للأطفال والنّساء والشّيوخ، إنّ كل ذلك لم يكن يوماً من شِيَم المملكة التي ترفع راية التوحيد، ويَستمدُّون شرعيتهم ووجودهم من القرآن والسُّنَّة، حسب ما هو مُعلَن.

 إنّ ما أقدَمَتْ عليه المملكة من تقديم دعمٍ سَخِيٍّ للمُجرم “السيسي” وعصابته، أساءَ للمملكة قبل أن يَضُرَّ المصريين المُكتوين بنار الحُكم العسكريّ الإجراميّ.

إنّ إصرارَ المملكة على دعم هذا النظام الانقلابيّ الفَاجِر، بتقديم كل أشكال الدّعم المالي والسياسي، والضُّلُوع في ضرب الحركة الإسلامية الوسطية مُمثَّلَةً في “الإخوان المسلمين”، ووصمها بالإرهاب، يَضع مصداقية المملكة على المَحَكّ.

إنّ الجماعةَ – وهي تعيش أشدّ مِحَنِها – إلا إنها لن تَقبل بظُلمٍ وجُورٍ على حقوق مصر العظيمة، فلن تقبل بتنازل ذلك الخائن عن جزيرتيْ “تيران” و”صنافير”، وإنْ كانت الهجمةُ علينا الآن لأننا نصُون أرضنا وعرضنا فإنْ وصمتمُونا بكل المَعايب، يَكفينا أننا لم نَبِع يوماً شِبراً، ولم نُفرِّط يوماً في عِرض، ولم نَخُن وطننا.

رسالتنا لحكام المملكة السعودية:

لا تسمعوا لأُمراء الظُّلم والجُور في الإمارات، إنّ هؤلاء الفسدة هم وَبَالٌ على الأُمّة والمملكة على السّواء؛ فهم أعوان الصهاينة، ومُموّلو كل أشكال الظُّلم، والفُجور.

فيا حكام المملكة؛ عُودُوا إلى ما كنتم عليه؛ فأنتم تستحقون أفضل مما أنتم عليه الآن إنْ أخلصتم النوايا وأحسنتم الفعل.

يا حكام المملكة؛ انحازُوا إلى الشعوب المظلومة، ولا تُعينوا الظّلَمة والطُّغاة، وكونوا رمحاً في كنانة مُجاهدٍ يُحرِّر الأقصى لا خنجراً في ظهره.

 نُعلنها مُدوّية، ستظل “الإخوان المسلمون” رمزاً لكل ما هو نبيل، ولن تَنجرَّ إلى أيّ صراعٍ يُبعدها عن أهدافها العظيمة التي تبدأ بتحرير شعوبنا المقهورة وتنتهي بوحدةٍ إسلاميةٍ عربيةٍ متينةٍ، لا يُمكن لبيت المقدس أن يتحرَّر قبلها أو بدونها.

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55 – النور)

الإخوان المسلمون – المكتب العام

في القاهرة الأربعاء 12 من رمضان 1438 هــ 7 يونيو 2017م