الموقف الرسمي
أبريل 24, 2016

‎لحظة حرجة تمر بها مصر تحت حكم عسكري انقلابي، لم يكتف بأن قتل واعتقل واختطف وأخفى عشرات الآلاف من المصريين المعارضين له، بل زاد بطشه وخيانته ليبيع الوطن في سوق النخاسة، فتنازل عن جزيرتي “تيران وصنافير”.‎لم يكتف هؤلاء المجرمون بالقتل والبيع، فقرروا أن ينتقموا من المصريين جميعا، فتنازلوا عن حقوقنا التاريخية في النيل، ودمروا الاقتصاد لصالحهم، غلاء في كل شيء، فساد في كل مكان، أفقدوا المواطنين الأمان، ولم تعد مصر هي مصر العظيمة التي نعرفها.

‎وفي ذكرى تحرير سيناء، فقدت مصر حريتها على يد هؤلاء الخونة، فسلموا أنفسهم للعدو الصهيوني، فعلوا كل حرام في حق الوطن كي يستولوا على السلطة ويبقوا على رأسها، واستغلوا أصحاب المصالح لكي يتحكموا في مصير الوطن.

‎وسيناء في عيد تحريرها “المزعوم” تنزف، قتل وتهجير قسري واعتقال، أين التحرير، وأم الرشراش وتيران وصنافير وقد بيعوا بلا ثمن بعدما بذلت فيهم دماء مصرية مخلصة، أين التحرير، والموت لا يفارق سماء العريش ورفح والشيخ زويد، أين التحرير، والبيوت تهدم فوق رؤوس أصحابها، أين التحرير، وكامب ديفيد لا تزال تحكمنا وتحكم أرضنا، أين التحرير إذن؟!.

‎ثلاث أعوام تعيشها مصر تحت حكم عسكري سلطوي انقلب على ثورة يناير ومخرجاتها الديمقراطية، ونؤكد إن إزاحة السيسي وحده قضية أتفه من أن تكون هدفا للحركة الوطنية نحن نستهدف تغييرا جذريا واستعادة المسار الديمقراطي، لا معارضة شكلية تعترف به كحاكم مخطئ أو حتى فاسد. 

‎إن غدا ” 25 أبريل ” يوم هام في تاريخ الحركة الوطنية، وإن دعوات التظاهر فيه هو نضال ممتد لم يتوقف ضد الظلم والخيانة منذ استولى العسكر على السلطة بانقلاب، إننا نثمن كل دعوة “مخلصة” ضد جرائم النظام العسكري الانقلابي، وأننا شركاء في أي تحرك وطني جاد نحو تخليص الوطن ممن انتهكوه واختطفوه، نحن شركاء في أي فعل إيجابي يعلي شعارات ثورتنا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وعلى الجميع تجنيب الخلافات الأيدولجية ولتكن شعاراتنا وهتافاتنا فقط للوطن والإنسانية المهدروة فيه، فلنكن على قدر الحدث، ولنبتعد عن الخلافات الحزبية والسياسية الضيقة، ولا علم يعلو غدا على علم مصر، ولا هدف سوى اسقاط حكم العسكر وتحرير الوطن.

‎وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ

‎ (هود: 113)

‎الله اكبر ولله الحمد

‎الإخوان المسلمون

‎الأحد 17 من رجب 1437 هــ 24 أبريل 2016