الموقف الرسمي
أبريل 10, 2021

إنَّ الحمدَ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن والاه، وبعد،،
تؤكد جماعة الإخوان المسلمين على أنها جزء من هذه الأمة وهذا الشعب، لا تنفصل عنه، وتعيش مشاكله وما يواجهه من تحديات تمس أمنه ومستقبله، وترى في حمل همه واجب شرعي ووطني، وأكبر هذه التحديات اليوم، هى كارثة “سد النهضة”، فكان لزاما علينا إعلان موقفنا تجاه ذلك في عدة أمور محورية هى:
أولًا: نؤكد على موقفنا الثابت من السلطة الحاكمة في مصر، حيث ترى الجماعة أنَّ ما حدث في مصر منذ 3 يوليو 2013م هو انقلاب عسكري نتج عنه حكم عسكري دموي، لا نعترف به، ولا نشتبك معه سياسيًا، ونرى السبيل الوحيد للخروج من الأزمات التي يعيشها الوطن هو إنهاء الحكم العسكري، واستعادة الثورة، وتمكين الإرادة الشعبية من جديد.
ثانيًا: إن أزمة “سد النهضة” وما سيجنيه على مصر من تابعات كارثية تهدد مستقبل هذا البلد وأبنائه من الأجيال القادمة. وتهديد للأمن القومي والحياة في مصر بكل أشكالها، وورقة ضغط على مصر تؤدي إلى التحكم في مصيرها لتظل خاضعة وتابعة.

ثالثا: أثبت الواقع أنه في كل مرة تتعارض فيه مصلحة الوطن ومصلحة النظام، يختار قائد الانقلاب مصلحة نظامه، الذي يحتكر صكوك الوطنية يهبها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء، هو الذي فرط في أرض الوطن حين باع جزيرتي تيران وصنافير، وهو الذي أهدر حقوق مصر في ثروات شرق المتوسط، وهو الذي تخلى عن حقوق مصر في مياه النيل بتوقيعه على اتفاق المبادئ 2015، الذي مثّل اعترافًا مصريًا رسميًا بحق إثيوبيا في بناء السد.
لذا فإننا نحذر من قيامه بتمرير أزمة سد النهضة على حساب مصلحة الوطن والشعب، من خلال قيامه بشراء المياه من إثيوبيا خلال مرحلة ملئ السد، لتصبح واقعًا مفروضًا على الشعب المصري وتنازلًا عمليًا عن حقوق مصر التاريخية في المياه، أو أن يلجأ إلى بيع المياه للفلاح إخلالًا بالحق الأصيل للشعب المصري في توفير مياه الزراعة، وهو الحق الذي نصت عليه الدساتير المتعاقبة منذ القدم، أو خضوعه لشروط تحول مصر من دولة مصب إلى دولة تمرر المياه إلى إسرائيل كما سبق وتم طرح هذا التصور عدة مرات خلال العقدين الماضيين.
رابعا: تؤكد الجماعة أنها تقف صفًا واحدًا إلى جانب الشعب المصري لاسترداد حقوقنا المسلوبة وأن هذه القضية هي قضية وطنية، تحتم علينا جميعا الوقوف معا والتصدي لها، لذلك نود توجيه عدة رسائل إلى:
1- الشعب المصري العظيم
إن قضية المياه هي قضية حياة أو موت، وليس من حق قائد الانقلاب ونظامه الانفراد بالقرار فيها، لذلك ندعو جموع المصريين إلى تشكيل ضغط شعبي على السلطة الحاكمة يجبرها على الانسحاب من اتفاق المبادئ 2015 والتحرك السريع لحل الأزمة والحفاظ على مقدرات مصر وحقوقها في مياه النيل.
2- المعارضة المصرية
دائما ما كانت القضايا الوطنية الجامعة هي الأرضية المشتركة لقوى المعارضة، وقضية سد النهضة هي إحدى القضايا الكبرى، لذا ندعو جميع قوى المعارضة للتوحد وتشكيل شبكة ضغط على السلطة الحاكمة، والتحرك على المستوى الدولي مع الدول والمؤسسات الدولية ذات الصلة للضغط على الجانب الإثيوبي للحفاظ على حقوق الشعب المصري.

3- أبناء مؤسسات الدولة الأحرار
يثبت نظام الانقلاب خيانته يوما بعد يوم، وأصبح مفهوم الأمن القومي لديه هو أمن نظامه وسلطته، لذلك وجب عليكم التصدي له للحفاظ على مصر ومقدراتها من الضياع، ووجب عليكم اختيار صف الشعب ولو لمرة واحدة للحفاظ على حقوقه وحقوق أبنائه في المستقبل، فالوطن والشعب باقيين والنظام إلى زوال مهما طال به الأمد.

حفظ الله مصر وشعبها، وخلصها من كل خائن.
الإخوان المسلمين – تيار التغيير
التاريخ: ١٠ إبريل ٢٠٢١م الموافق ٢٨ من شعبان ١٤٤٢ ه