الموقف الرسمي
يونيو 18, 2017

تتوالَى أحكامُ الإعدام في مصر، ومع كل حُكمٍ يَصدُر يُؤكِّد (القضاءُ) ضلوعَه في الانقلاب الفاشِي على إرادة الشعب، بل واضطهاده أيضاً.

فقد صار القضاءُ مُسيّساً أكثر من أي وقتٍ مضَى، وصارت أحكامُ الإعدام تصدُر على الهويّة الفكريّة والسياسيّة لمُناهضي الانقلاب.

لا أدلّة على أيّ من هذه الأحكام المُفرِطَة في عُدوانيّتها على شرفاء مصر سوى شهاداتٍ مُفبركَة لضباط الأمن الوطني، مَشفُوعة باعترافاتٍ تمّ انتزاعها بالإكراه من المُختطَفين تحت التعذيب البدنيّ والنفسيّ، والتهديد بإلحاق أشدّ صُنوف التَّنكِيل بالأهل.

إنها جريمةٌ جديدةٌ يُثبت فيها (القضاءُ) خروجَه على الدستور والقانون، ويُجدِّد بها ولاءه المريض لقادة الانقلاب العسكري.

نُؤكّد نحن “الإخوان المسلمون” لشركاء الثورة على ضرورة وحتمية السعي إلى الوحدة على أرضية الثورة، ولا شيء سوى الثورة، فلا سياسةَ ستصنع حلولاً، ولا انتخاباتٍ ستُغيّر هذا الوضع البائس الذي لم تشهد مثله مصر في تاريخها المعاصر.

وبناءً على ذلك، فإننا نطلب من الجميع – بكل تقديرٍ – من شركاء الثورة كافة، والشخصيات العامة، تنسيق مواقفهم، وإعلان رفضهم وإدانتهم لهذه الأحكام الجائرة بالإعدام، والتعاون سوياً في طرح هذه القضية ودعمها محلياً ودولياً؛ باعتبارها هَمّاً إنسانياً ثورياً مشتركاً.

لقد بدأنا ثورتنا معاً، وارتبطتْ مصائرنا بعضها ببعض، شئنا أم أبينا، وعلينا جميعاً الانتصار للإنسان لكونه إنساناً، والنَّأي بمصيره وحقّه في الحياة عن أي خلافاتٍ سياسيةٍ؛ فإزهاقُ الأرواح بالباطل لا يُمكن أن يكون محلاًّ لجدالٍ، أو خلافٍ، أو مناورةٍ.

نطالبكم – يا رفاق الدَّربِ وشركاء الثورة – بحقّ الثائر على الثائر، لما وقر في قلوبنا بأنكم أهلٌ لأداء هذا الواجب الذي لا يُمكن لصاحب مروءةٍ أن يَعتذر عنه، أو يتخلَّف عن القيام به.

عدوّنا واحدٌ، ومصيرُنا واحدٌ، وإنْ تفرَّقتْ بنا سُبُلُ الرّأي والفكر.

لا لإعدام الإنسان..

الله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون – المكتب العام الأحد: ٢٣ رمضان ١٤٣٨هـ – ١٨ يونيو ٢٠١٧م