الموقف الرسمي
أكتوبر 3, 2020

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

إن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ، وبعد

تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيد بإذن الله الدكتور محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ومؤسس تيار التغيير بمدرسة الإخوان المسلمين، ورفيقه الشهيد بإذن الله ياسر شحاتة، ليعيد إلى الأذهان قافلة كبيرة من الشهداء الذين تكشف ذكراهم من جديد حقيقة الصراع بين الثورة والعسكر في مصر.

إن النظام العسكري في مصر عمل منذ اليوم الأول للانقلاب على ثورة يناير على تصفية حساباته مع كل من آمن بالثورة، وكل من عاش على مبادئها وواجه العسكر بأفكارها، وكان في القلب من هؤلاء الشهيد بإذن الله الدكتور محمد كمال الذي رفع راية الثورة والتغيير، وقاد أكبر موجة لمناهضة الحكم العسكري في يناير 2015

إن استهداف العسكر للشهيد بإذن الله محمد كمال لم يكن يهدف فقط إلى وقف الموجات الثورية المناهضة للانقلاب العسكري، ولكنه كان يهدف أيضًا لوقف قطار التطوير داخل جماعة الإخوان المسلمين لمنعها من استعادة دورها لتحرير مصر وتمكين مسار الثورة من جديد.

لقد ضرب الشهيد بإذن الله الدكتور محمد كمال المثل والقدوة في القيادة الجريئة القادرة على تحمل المسؤولية والتي تفهم طبيعة الصراع وتعمل على بناء التكفاؤ في موازين القوى بكافة أشكالها التي شهدتها ثورات العالم واحترمتها الشعوب والأجيال والأمم، وكذلك قدم المثل والقدوة لقيادة متجردة لم تتمسك بمنصبها، وقدم استقالته داعيًا إلى تقديم الشباب وتمكينهم والاعتماد على الكفاءات والخبرات من الشباب.

لقد بث الشهيد بإذن الله محمد كمال روح جديدة لتسري في أبناء الحركة الإسلامية، وبذرة لتطوير مفهوم العمل الإسلامي في الأوطان، وتطبيق جديد لمفهوم حقيقة للعمل الإسلامي أنه ثورة على الطغيان وأنه دعوة للتغيير.

إن ما غرسه الشهيد بإذن الله الدكتور محمد كمال لم يكن فقط بذرة داخل جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه كان بذرة تجديد للحركة الإسلامية كلها، وهو ما نوقن بأنه سيثمر نبتة جديدة شابة تقود العمل الإسلامي، وتحرر الأوطان، وتعيد إلى هذه الأمة مكانتها، وترفع لواء هذا الدين، وتحرر الإنسان ليصبح كريمًا كما أراد الله له أن يكون.

إننا وفي الذكرى الرابعة لاغتيال الشهيد بإذن الله محمد كمال، نجدد العهد، ونؤكد أن الثورة هي طريقنا نحو تحرير هذا الوطن، وإن واجهتنا عثرات أو اخفاقات فإننا بإذن الله سنظل على الطريق، وسنتعلم من أخطائنا وسنعمل على استكمال المسير حتى يتحقق الحلم وينجلي الظلام وينبلج الفجر من جديد.

المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين

القاهرة – التاريخ ١٦ صفر ١٤٤٢ الموافق ٣أكتوبر ٢٠٢٠م