الموقف الرسمي
يناير 3, 2021

إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد،،
تتابع جماعة الإخوان المسلمين ببالغ الحزن حالات الوفاة الجماعية بالمستشفيات في مصر، والتي ليس أبرزها ما نُشر عن مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية وقبلها مستشفى زفتى ولكن هناك العديد من الحالات المماثلة بمحافظات متعددة، أسفرت عن آلاف الوفيات، الناتجة عن نقص الإمكانيات والكوادر الطبية، في مواجهة جائحة كورونا.
إن ما تمر به مصر من فشل في إدارة الملف الطبي في هذا الوقت الحرج من انتشار جائحة كورونا، هي مصيبة أكبر من أي إشكاليات سياسية أخرى، فإن الوطن الآن مهدد في بقاءه نتيجة إدارة سياسية عسكرية فاشلة لم تكتفي بفشلها في كافة المجالات والإخفاقات المتتالية، فحصرت أيضًا صلاحيات شراء الأدوات الطبية لدى هيئة الإمداد والشراء الموحد والتي يرأسها عسكري برتبة لواء، وأصبحت أولويات الإنفاق تجاه تأمين طائرات السيسي والإنفاق على العاصمة الإدارية، على حساب تقييد الإنفاق على المستلزمات الطبية، رغم حصول العسكر على 400 مليون دولار مؤخرًا من البنك الدولي لتسخيرها لمواجهة جائحة كورونا، ولم تظهر تلك المنحة في أي شكل من أشكال دعم القطاع الطبي، فضلًا عن تحصيل 856.6 مليار جنيه من المواطنين كضرائب، ما يدفع الجميع للتساؤل عن مصير تلك الأموال.
إن الإخوان المسلمين تؤكد على أنه لا سبيل لاحتواء الكارثة الصحية التي تواجهها مصر إلا بالإيقاف الفوري لتغول سلطة العسكر وحتى أتباعهم المدنيين غير المؤهلين من كل قطاعات ومفاصل الدولة وفتح المجال أمام الأكفاء للقيام بدورهم تجاه وطنهم دون تدخل من سلطة العسكر والتي أهدرت كل شيء في مصر، وهو ما يبدأ بتوقف السلطة العسكرية وكافة المسؤولين الفاشلين في الإدارة الطبية بمصر، وتشكيل لجنة من الكفاءات تشارك في اختيارها نقابة الأطباء واتحاد المهن الطبية، تكون تلك اللجنة مشرفة على الخطة الطبية لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا، وأن تحصل اللجنة على الصلاحيات الكافية لتنفيذ خططها وقراراتها، فضلًا عن توفير كافة الاحتياجات من مخصصات مالية وإشراف على كافة القطاعات الطبية، كما أن السلوك الفاشل والفاسد للسلطة العسكرية يدفعنا للمطالبة بإشراف من المنظمات الدولية على أولويات توزيع اللقاحات وفقًا لأولوية الحالات لضمان عدالة التوزيع في حال حصول مصر على لقاح من منظمات دولية.

إن الحل الوحيد لمواجهة الموجة الثانية لجائحة كورونا في مصر وفي ظل تلك الأوضاع المأساوية من الفشل الحكومي هو إعلان حالة الطوارئ الصحية، وتسخير كافة الإمكانيات للجنة محترفة تضع خطة احتواء للأزمة، تحصل خلالها على كل الدعم الحكومي والجهود الشعبية والأهلية.

إن الإخوان المسلمين تشدد على أن ما تواجهه مصر الآن لا يتعلق بأي خصومة سياسية، ولا يتعلق بأي أهداف حزبية، ولكنها أزمة كبرى تهدد كل أبناء الوطن، يجب التعامل معها كإحدى ملفات تهديد الأمن القومي، وأن يتم التجاوب معها بشكل مهني، فالنجاح في مواجهة هذه الجائحة هو انتصار للوطن، وليس لأي فصيل سياسي، والوطن هو آخر ما يمتلكه هذا الشعب، فلا تدفعوا الشعب نحو الانفجار هربًا من الموت ،، كما توكد جماعة الإخوان المسلمين أن ما يحدث هو خيانة للوطن وخيانة لأبسط حقوق الشعب في حياة كريمة تقع أول ما تقع علي كاهل من يتولى الأمر .. فقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم من صعب علي الناس حياتهم ومعيشتهم فقال ( ….ومن ولي من أمر المسلمين شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ).

الإخوان المسلمون – تيار التغيير
التاريخ:١٩جمادي الأولى ١٤٤٢ الموافق ٣ يناير ٢٠٢١م