المكتب العام للإخوان المسلمين يهنيء الأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد

إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ومن والاه، وبعد،،
يتقدم المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالتهنئة للأمة الإسلامية بمناسبة رأس السنة الهجرية، نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العام خيرًا وبركة وأمنًا وعزًا للإسلام والمسلمين.

إن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تحيي في نفوس الأمة عدد من المعاني والقيم والدروس التي يجب على كل مسلم أن يتوقف عندها ليفهم صحيح هذا الدين.

لقد هلت علينا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة والأمة تعاني مما كانت تعاني منه قبل الهجرة، فبين مضطهد لدينه في بلاده، وبين مهاجر بدينه، وبين من يذوق الويلات من حكام بلاده بسبب دينه، وبين من يواجه هذا الظلم والطغيان في كل ميدان.

لقد عانت هذه الأمة في مهد ظهور هذا الدين، وكانت الهجرة النبوية الشريفة حدثًا هامًا وفاصلًا في مسيرة التمكين لهذا الدين، ونشره بين العالم، وهداية الإنسانية، وهو ما يجب على كل من هاجر بدينه أن يضعه نصب عينيه، ويعمل من أجله.

إن الظلم الذي وقع على الجيل الأول من المسلمين لمحاربة هذا الدين، هو ما يقع على الملايين من المسلمين الآن، ولكن الهجرة النبوية الشريفة وما تبعها من فتوحات ونشر لهذا الدين في كافة أرجاء المعمورة هو الأمل الذي يجب أن تحيا من أجله هذه الأمة، كي تستعيد مكانتها، ويستعيد هذا الدين ريادته، ويتوقف الظلم ويسود هذا العالم العدل والحرية والسلام الذين يسعى لهم الجميع، وهو ما لن يتحقق ولن يجد المسلمون الحرية الكاملة إلا في وطن يحكمه نظام ينتمي للشعب ومعبر عن اختياره، ويحقق مقاصد الشريعة الإسلامية بشكل عصري يتناسب مع الوقت الراهن، فالهجرة النبوية لم تكن مجرد أحداثًا تاريخية مهمة فحسب، بل كانت ملحمةً عظيمةً غيرت مجرى الزمن من حيث أثرها في تاريخ البشر، إذ صنعت دولة أسسها النبى “صلى الله عليه وسلم” بهجرته النبوية، ولولا الدولة لبقيت تعاليم الإسلام مجرد مواعظ وتوجيهات يتبعها ضعفاء الناس في نطاق ضيق في جزيرة العرب ولما استطاع المسلمون أن يصلوا إلى جهات العالم الأربعة ولما صنعوا حضارة من أعظم الحضارات في التاريخ البشري.

فالدولة التي تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية أمر لا مناص منه لاستمرار أمة الإسلام.
إن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة هذا العام تأتي مع أحداث جسام في تاريخ الأمة، وهو ما يتطلب من الأمة أن تحيي روح ومعاني الهجرة، وأن تتأهل وتستعد لدورها المنوط بها، وأن تعمل على نصرة هذا الدين من جديد، وأن تتحمل في سبيل ذلك كل الصعاب التي واجهها النبي “صلى الله عليه وسلم” وصحابته في هجرتهم حتى يأذن الله لهذه الأمة بفجر جديد.

المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين