الموقف الرسمي
أغسطس 14, 2019

تمرُ علينا الذكرى السادسة لمذبحتي رابعة والنهضة، وتستدعي معها صورًا ستظلُ شاهدةً على إمعانِ قادة الانقلاب العسكري في إجرامهم بحقِ الشعب المصري، الذي خرج طالبًا لأسمى معاني الإنسانية، وهي الحرية والكرامة، وعزمَ على استكمالِ تحقيق مكتسبات ثورة بدأها في الخامس والعشرين من يناير 2011، ونجحَ في أولِ اختبارٍ للديمقراطية بعد التخلص من الحكم العسكري بانتخاب أول رئيس مدني منتخب في أولِ انتخاباتٍ نزيهة شهد لها العالم.

في مثلِ هذا اليوم استيقظَ المصريون على مشاهدِ القتلِ والحرقِ وإجرامِ العسكر وبشاعته فى التخلص من ثوارِ الميادين وشبابها، ووأد أحلام الشعب المصري في أنْ يعيشَ عيشةً كريمةً عزيزةً تحت حكمٍ مدني ورئيسٍ منتخب بإرادته الحرة؛ ليستعيدَ ما سلبته منه ثورة يناير وحراك الشعب المصري، وهتافات الأحرار الذين رفعوا شعار “عيش، حرية، عدالة اجتماعية.”

لم يكن انقلابُ العسكر على فئةٍ أو جماعةٍ ولكن كان على حلمٍ لطالما انتظره المصريون لتنتهي دولةُ الظلم والفساد والمحسوبية والعسكرية.

لم يكن انقلابُ العسكر وليد لحظة أو خوف على وطنٍ أو شعب، ولكن كان بتدبيرٍ من قائدِ الانقلاب ومجلسه العسكري، ومباركة ودعم سعودي إماراتي، وتخطيط صهيو أمريكي، للتخلص من أول رئيس مدني يرفع شعار ” سننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا” ووأد أعظم ثورة في ثورات الربيع العربي، لكي تعيش مصر في ذيل الأمم، لا تقوم لها قائمة إلا تحت أقدام العسكر وأسياده في أمريكا والكيان الصهيوني.

وليعلمَ هؤلاء أنَّ دماءَ الشعب المصري التي أريقت في كل ميادين  مصر، لن تضيعَ هباءً ولن تشربَها الأرضُ إلا بقصاصٍ عادلٍ، وحساب كل من تلوثت يديه بدماءِ المصريين، وساعد في الانقلاب على إرادةِ الشعب المصري، وحريته في اختيار من يمثله.

فيا كلَّ الشهداء، يا كلَّ المعتقلين، يا كلَّ المطاردين، يا شعب مصر العظيم

والله إنَّ صبركم وتضحياتكم وثباتكم على مبادئكم والتضحية بالغالي والنفيس من أجلها، لهي عند ربكم عظيمة، شاهدة على صمودكم أمام الآلة العسكرية المجرمة، فقد قدمتم ما لم يقدمه أحدٌ من أجل رفعةِ وطنكم وعزته.

أيَّها الثائرون الصامدون،  يا كلَّ ثوار مصر وأحرارها، من اتفق معنا ومن اختلف، لكل القوى الثورية، تذكروا أننا كنا يومًا في مكانٍ واحدٍ وميدانٍ واحدٍ وهدفٍ واحدٍ، نهتفُ جميعًا ضد نظامٍ مجرمٍ واحد حتى حررنَا مصر وأرضها من حكمٍ عسكري أذاقها ألوان الضعفِ والظلم والفساد والهوان، ونستطيع -بإذن الله- إذا تكاتفت الجهود، وتوحدت الأهداف أن نكسر هذا الانقلاب العسكري ونخلص مصر من إجرامه وخيانته.

أيَّها الشعب المصري.. لنعود كما كنا آلاف السنين شعبًا واحدًا؛ لنكسر شوكة  من أراد أن يقسمنا شعبين، فأطلق أبواقه الكاذبة رافعة شعار “احنا شعب وانتوا شعب” ولتكن هذه هي البداية فى مواجهة  شعبية لسلطة مستبدة دهست أحلام المصريين فى العيش والحرية، والعدالة الاجتماعية.

أيها الثائرون في كل ربوع مصر وشعبها الأبيّ، لنجعلَ من ذكرى رابعة سببًا في توحيد قوتنا وأهدافنا، فلنصطف صفًا واحدًا ونهتف كما كنا نهتف في الميدان “عيش حرية عدالة اجتماعية”  ونستبشر بالنصر بإذن الله لنعيش معًا في وطن العزة والحرية والكرامة.

“وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا”

المكتب العام للإخوان المسلمين

القاهرة – الأربعاء 13 ذو الحجة 1440 – 14 أغسطس 2019