الموقف الرسمي
مارس 8, 2018

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فإنه رغم حرصنا الدائم على عدم العودة لسجالات الخلاف الداخلي ، وتجاوزها بغية تهيئة الأجواء لإزالة أسبابه، ولكونها تزيد جموع الإخوان همًا فوق الهم.

وبالرغم من حسم قضية الخلاف التنظيمي وفق القواعد والمبادئ الانتخابية القاعدية الشورية بين جموع الإخوان بالداخل منذ أكثر من عام.

ورغم محاولات عدة طرحها مخلصون للتقارب، واستجبنا لها، إلا أن الدكتور محمود حسين الأمين العام الأسبق لم يكتف بسعيه لإيقاف أي محاولة للتقارب، فيخرج في الإعلام بين الحين والآخر لاستعادة أجواء الخلاف، وترسيخ الانقسام، وتعزيز الفرقة، ونزع الانتماء الإخواني والتنظيمي بالجملة عن جموع الإخوان القابضين على الجمر، دون مراعاةٍ لظرفٍ أو عرفٍ أو لائحة
والمكتب العام إزاء خروج الدكتور محمود حسين المتكرر وترديده لذات الإدعاءات التي رددنا عليها بالدليل والحجة، والتي فندها الشهيد محمد كمال في رسالته والثابتة بمحاضر ووثائق كثيرة، إلا أنه يكررها بين الحين والآخر، بالرغم مما يترتب عليها في كل مرة من ضررٍ بالغ بجموع الإخوان المطاردين والمعتقلين في مصر والإخوان المطاردين في الخارج، فإننا إزاء ذلك نؤكد على التالي..

أولًا.. الانتماء التنظيمي الطوعي لجماعة الإخوان المسلمين شرف لم يمنحه لهم أحد ولا يحق لأحد أيًا من كان نزعه عن أصحابه.

ثانيًا.. الحديث الدائم عن عدم الاعتراف بالإجراءات الانتخابية الشورية القاعدية التي تمت وأفرزت شورى عام ومكتب عام، إنما هو انقلاب يتزعمه من تجاوز المؤسسية قلبًا للأمور وتزويرًا للحقائق وما كانت جماعة الإخوان في يوم من الأيام ميراثًا لأحدٍ أو حكرًا على أحد وإنما تنظيم يستمر ما ألتُزِم بأدبياته ومبادئه.

ثالثًا.. ما يبذله الدكتور محمود حسين وفريقه من جهدٍ في مجابهة المراجعة والتقييم وخطوات التصويب التي يقوم بها المكتب العام لو بذلت في مجابهة الانقلاب لأحدثت فرقًا ورتبت أثرًا، وواجب الوقت الآن هو قيام المخلصين بالأخذ على اليد، وتحييد المتجاوز، ورد الحق لاستجلاب رحمة الله ونصره.

رابعًا.. الاستمرار في استغلال مقدرات الجماعة في تعميق الخلاف لا يزال الجريمة الأبرز التي سيسأل عنها أمام الله من يقترفها ومن يسكت عنها، وعلى من ينتهجها سرعة التوبة منها وإزالة آثارها.

خامسًا .. كلما اقترب المكتب العام من إعلان منجز من منجزاته أو مؤسسة من مؤسساته يجابه بمثل هذه الحملة الشعواء التي تستخدم كل أدوات المعارك، فبدلًا من أن يتعاون الجميع في إنقاذ الجماعة وانتشالها من أوضاع لا تُخفي على أحد، نجد البعض ممن كانوا أحد أسباب ما نحن فيه يسعي بكل قوة لإعادتنا لمربع الصفر، وشغلنا بالخلاف عن العمل، وبالسجال الجدلي عن التفكير الهادئ، وهذا ما يثير الشكوك ويزيد الضغوط.

أخيرًا.. فإن ضياع الأوقات والأعمار في جدلية التصريحات والتصريحات المضادة لا يحقق غاية، ولا يقيم راية، وليس أمامنا إلا الصبر على طريقنا والسعي بكل ما نملك نحو التصويب والعمل، متوكلين على الله متترسين بمبادئنا وصفنا ودعوات المخلصين.
والله من وراء القصد

الإخوان المسلمون – المكتب العام
الخميس 20 من جمادي الآخرة 1439 هــ 8 مارس 2018م