الموقف الرسمي
ديسمبر 13, 2017

الصراع في القدس وعموم فلسطين صراع عقدي منذ اليوم الأول فلا ينبغي بأي حال تمريره ، ففي كل مرة يرتكب الاحتلال الصهيوني فيه حماقاته وما أكثرها تمررون فعلته في إطار سياسي باهت يتناول مصير المفاوضات والسياسة الخارجية للسلطة الفلسطينية التي هندستها اتفاقيات أوسلو وما بعدها علي أرضية الضعف والتفريط والمساومة.

نكبة القدس اليوم ليست في اعتبارها عاصمة الدولة المزعومة للكيان الصهيوني من عدمه وليست في اعتراف ترامب بذلك ام لا ، وإنما في سقوطكم كحكام في كل اختبار مصيري تُقدم عليه قوى الاحتلال، ولا يدرككم من عثرتهم فيه إلا الشعوب وفِي القلب منها الشعب الفلسطيني المرابط وفِي قلبه قوى المقاومة الحقيقية .

تلك الحقيقة التي عرّاها نتنياهو عندما صرّح (إن العقبة الكبرى أمام توسيع السلام لا تعود إلى قادة الدول حولنا، وإنما إلى الرأي العام السائد في الشارع العربي فالشعوب العربية هي العائق أمام “توسيع” السلام وليس قادتهم).

علي الحكام المجتمعين في اسطنبول إن أرادوا القيام بواجبهم التاريخي أمام الله وأمام شعوبهم والأجيال القادمة أن يدركوا حجم النكبة وألا يمرروها كما مرر أسلافهم نكبة الإحتلال ومن قبلها وعد بلفور.

أن يمكنوا شعوبهم من الدفاع عن الأقصي وألا يقمعوا هبتهم وانتفاضتهم.
أن يفَّعِلوا صناديق دعم القدس التي صدأت من التجاهل.

أن يدعموا حركات المقاومة الوطنية التي مازالت تنافح عن الحق نيابة عن الأمة وأن ينزعوا عنها وصف الإرهاب الذي يلصقه بها العدو الصهيوني ومن خلفه الحلف الغربي .

أي سقفٍ يقل عن هكذا مهام سينفض به الجمع في موقف أضعف مما انعقد به.

وعلى الشعوب أن تعي المعادلة فالهَمّ أولا وأخيراً همُ الشعوب ، وعلى جماعات الضغط والحركات الشعبية والمقاومة استمرار الحشد والدعم الكامل لانتفاضة حرية القدس .

وعليه يدعو المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين جميع المصريين وفي القلب منهم الإخوان إلي المشاركة في مليونية الجمعة القادمة بمصر وخارجها ليعلم الجميع أن الشعوب المسلمة مازالت تحمل قضيتها ولن تتراجع عن حقوقها .

أخيراً لا تمنعنا الإشادة بالموقف التركي من مطالبته ببذل مزيد من الجهد نحو احياء قضايا الأمة التي قل فيها التحرك وعز فيها النصير .

والله من وراء القصد

الإخوان المسلمين – المكتب العام
القاهرة – الأربعاء 25 ربيع الأول 1439ﻫ – 13 ديسمبر 2017م